الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

علاقة الأفعال والحروف النَّاسخة بالمصدر المؤوَّل .. علاقةٌ ولا أغرب!!

بقلم الأستاذ/ يسري سلال


برعاية موقع نحو دوت كوم – ومبادرة نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ

أمس، نشرتُ اللُّغز التَّالي في جروب ألغاز نحويَّة .. للأستاذ/ يسري سلال:

– مطلوب 3 جمل تبدأ جميعًا بـ (ليس )، وتحتوي كلٌّ منها على مصدرٍ مؤوَّلٍ، بشرط:

1 - أن يكون المصدر المؤوَّل في الجملة الأولى  اسمًا لـ (ليس )، ولا يمكن أن يكون الخبر.

2 - أن يكون المصدر المؤوَّل في الجملة الثَّانية  خبرًا لـ (ليس )، ولا يمكن أن يكون الاسم.

3 -  أن يحتمل المصدر المؤوَّل في الجملة الثَّالثة أن يكون الاسم، وأن يكون الخبر.

ولا أعتقد أنَّ أحدًا أجاب الإجابة الكاملة، ورأيتُ أنَّ الموضوع – من فرط طرافته – يستحقُّ منشورًا منفردًا.

إنَّ علاقة الأفعال – والحروف – النَّاسخة، بالمصدر المؤوَّل، علاقةٌ بالغة الغرابة والطَّرافة والتَّفرُّد، بل إنَّني أعدُّها أحد أكثر المواضع طرافةً في النَّحو العربيِّ على الإطلاق!!

بدايةً، فمن المعروف أنَّ خبر الأفعال – والحروف – النَّاسخة، يأتي على ثلاثة أنواعٍ:

1 – مفرد.

2 – وجملة.

3 – وشبه جملةٍ.

أمَّا بخصوص الاسم، فإنَّ اسم الأفعال النَّاقصة النَّاسخة يأتي:

1 – اسمًا ظاهرًا.

2 – ضميرًا متَّصلا.

3 – ضميرًا مستترًا.

وأمَّا الحروف النَّاسخة، فإنَّ لاسمها صورتَين:

1 – اسمًا ظاهرًا.

2 – ضميرًا متَّصلا.

طبعًا، اسم الحروف النَّاسخة لا يمكن أن يكون ضميرًا مستترًا؛ لأنَّ الضَّمير لا يستتر في العربيَّة إلا بعد الفعل، وهذه حروف.

لكنَّ الأغرب لم نذكره بعد!!

الأغرب أنَّ اسم الفعل – والحرف – النَّاسخ، قد يرد مصدرًا مؤوَّلا، وخبرها أيضًا قد يرد مصدرًا مؤوَّلا، وهذا بالتَّحديد موطن العجب العُجاب!! إذ يعني ذلك أنَّ الاسم والخبر يشتركان في صورةٍ واحدةٍ، رغم بُعد الشُّقَّة بين أنواع الاسم وأنواع الخبر.

ولكنَّ الحقيقة، والأشدّ غرابةً من كلِّ ذلك، أنَّ الاسم والخبر يستحيل أن يشتركا في نفس النَّوع!! وتفسير هذا التَّضارب والتَّناقض (المتوهَّمان )، أنَّ الاسم إذا كان مصدرًا مؤوَّلا، كان ذلك من قبيل النَّوع الأوَّل من أنواع الاسم (الاسم الظَّاهر )، بينما لو كان الخبر مصدرًا مؤوَّلا، فإنَّه لا يُعَدُّ حينئذٍ خبرًا جملةً فعليَّةً، وإنَّما يكون من قبيل (الخبر المفرد )؛ حيث إنَّ المصدر المؤوَّل يُؤوَّل بالمفرد أصلا.

- إنَّ الواجب أن تجتهد.

- إنَّ من الواجب أن تجتهد.

انظر لعبقريَّة اللُّغة العربيَّة في المثالَين:

- في المثال المؤوَّل: الخبر مصدرٌ مؤوَّلٌ (وليس جملةً فعليَّةً كما قد يتصوَّر البعض )، والتَّقدير: إنَّ الواجبَ الاجتهادُ (أو اجتهادُك )، وإذن فنوع الخبر هنا: خبر مفرد.

- أمَّا في المثال الثَّاني: فإنَّ المصدر المؤوَّل قد وقع اسمًا لـ (إنَّ )، وشبه الجملة قبله خبر مقدَّم؛ فيكون الاسم (اسمًا ظاهرًا )، والخبر (شبه جملةٍ ).

إذن، اسم الفعل – والحرف – النَّاسخ، قد يكون مصدرًا مؤوَّلا (ويُعَدُّ الاسم آنئذٍ اسمًا ظاهرًا )، وقد يكون خبرًا (ويُعَدُّ الخبر عندئذٍ مفردًا ).

فإذا عدنا للُّغز المذكور في صدر المنشور، فإنَّ الحلَّ - من وجهة نظري– يكون كالتَّالي:

(1 ) كيف تضمن أن يكون المصدر المؤوَّل خبرًا لـ (ليس )، مع استحالة أن يكون المصدر المؤوَّل اسمًا؟

لكي تضمن 100% أن يكون المصدر المؤوَّل خبرًا لـ (ليس )، دون أدنى احتمالٍ لأن يكون هذا المصدر المؤوَّل اسمًالها:

أدخل على المصدر المؤوَّل حرف الجرِّ الزَّائد الباء؛ حيث إنَّ المعروف أنَّ حرف الجرَّ الزَّائد الباء يدخل على خبر (ليس )، لا اسمها:

- ليس الصَّيام بأن تمتنع عن الطَّعام والشَّراب فقط. (والتقدير: ليس الصِّيامُ امتناعَك عن الطَّعام والشَّراب فقط )؟

(2 ) كيف تضمن أن يكون المصدر المؤوَّل اسمًا لـ (ليس )، مع استحالة أن يكون المصدر المؤوَّل اسمًا خبرًا؟

لكي تضمن 100% أن يكون المصدر المؤوَّل اسمًا لـ (ليس )، دون أدنى احتمالٍ لأن يكون هذا المصدر المؤوَّل خبرًالها:

افصل بين (ليس ) والمصدر المؤوَّل بجارٍّ ومجرورٍ؛ ففي هذه الحالة ستكون شبه الجملة خبرًا مقدَّمًا لـ (ليس )، والمصدر المؤوَّل اسمها مؤخَّرًا، والعكس مستحيل:

- ليس من المروءة أن تظلم الضَّعيف.

(3 ) كيف يمكن أن يحتمل المصدر المؤوَّل الإعرابَين معًا (اسم ليس / خبر ليس )؟!

في غير الحالتَين السَّابقتَين (دخول حرف الجرِّ الزَّائد على الخبر – وتقديم شبه جملةٍ على المصدر المؤوَّل )، سيكون أمامنا احتمالان:

الاحتمال الأوَّل: أن يكون اسم (ليس ) نكرةً، والمصدر المؤوَّل واقعٌ بعد هذه النَّكرة:

وهنا سيكون المصدر المؤوَّل اسمًا مؤخَّرًا لـ (ليس )، والنَّكرة قبلها خبرها مقدَّمًا منصوبًا:

- ليس مفيدًا أن تذاكر بلا تركيزٍ.

ملاحظة:

لا يصحُّ هنا بأيِّ حالٍ: ليس مفيدٌ أن تذاكرَ بلا تركيزٍ.

والاحتمال الثَّاني: أن يكون الاسم بعد (ليس ) معرَّفًا، والمصدر المؤوَّل واقعٌ بعده أيضًا:

وفي هذه الحالة – في رأيي – سيجوز الوجهان: (عدُّ المعرفة اسمًا لليس والمصدر المؤوَّل بعدها خبرًا – وعدُّ المعرفة خبرًا مقدَّمًا لليس والمصدر المؤوَّل بعدها اسمًا مؤخَّرًا ):

- ليس المهمّ أن تذاكر، ولكنَّ المهمّ أن تجتهد.

في رأيي أنَّ الوجهين هنا جائزان:

أ – عدُ كلمة (المهمّ ) اسمًا لـ (ليس ) مرفوعًا، والمصدر المؤوَّل بعده خبرًا في محلِّ نصبٍ.

ليس المهمُّ (بالرَّفع ) أن تذاكرَ ....

ب – عدُ كلمة (المهمّ ) خبرًا لـ (ليس ) مقدَّمًا منصوبًا، والمصدر المؤوَّل بعده خبرًا في محلِّ رفعٍ:

ليس المهمَّ (بالنَّصب ) أن تذاكرَ ....

ملاحظةٌ مهمَّةٌ:

التَّقديم هنا جائز، ولذا فالأسلوب – في حالة الإقرار بنصب كلمة المهمّ – أسلوب قصرٍ، يفيد التَّوكيد والتَّخصيص.

اللام في اللغة العربية ....وأكثر من عشرة أوجه للإعراب والدلالة

الحروف في اللغة العربيّة هي تلك الألفاظ التي لا يكون لها معنى إلا إذا ذُكرت في جملة.







ويقول علماء اللغة عن الحروف ايضا بأنها لا تقاس ولا تُعلل إلا من خلال الجملة .. أي أنها لا يمكن أن تستخدم استخداما واحدا فقط فمثلا  حرف " ل " لا يمكن إعرابها حرف جر  دائما -  مع أنها تأتي حرف جر في بعض أحوالها - بل
 يجب أن ننظر أولا إلى دلالتها في الجملة ثم نعربها بحسب تلك الدلالة .







ومن أجل أن نفهم ذلك يجب أن نتعرف على أحوال اللام في اللغة العربية والتي فصلناها في النقاط التالية : 

1) لام الجر، مثل: "الحمدُ للهِ ربّ الْعَالَمِين".
فتعرب اللام في " لله " حرف جر ولفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره 
2) لام الأمر، مثل: " لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِه".
فتعرب اللام في " لينفق " دلت على الأمر ولذا تعر لام الأمر وهي أداة جزم تجزم الفعل المضارع " ينفق " مضارع مجزوم بلام الامر وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره 

3) لام الجحود، مثل: "وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم".
والجحود في اللغة هو  تأكيد النفي وعليه تعرب اللام في " ليعذبهم" لام الجحود والفعل المضارع بعدها "يعذب" منصوب بأن مضمرة وجوباً .

4) لام التعليل، مثل: "وَجَعلُوا لِلَّه أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِه".
والتعليل هو بيان السبب فـ "اللام " في "ليضلوا" لام التعليل والفعل المضارع بعدها
 " يضلوا" منصوب بأن مضمرة جوازا وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة 

‏5) لام العاقبة، مثل: "فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا".
لام العاقبة هي اللام التي تبين عاقبة الفعل وهي تعمل عمل لام التعليل. 

6) لام الابتداء، مثل: "لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ"
ولام الابتداء هي لام تأتي لتأكيد المبتدأ وهي تدخل على المبتدأ لكنها لا تعمل فيه (لا تؤثر في إعرابه ) 

7) اللام المزحلقة، مثل: "إنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ".
هي في الأصل لام ابتداء وغرضها توكيد المبتدأ ولكنها تزحلقت عن المبتدأ إلى الخبر بسبب وجود إن التي منعت الجمع بين مؤكدين في الجملة .
وهي سبقت خبر إن المرفوع  " سميع "  ولم تعمل فيه .

8) اللام الفارقة، مثل: "إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ".
وهي اللام التي يجب إلحاقها بـ" إن " المخففة من الثقيلة للتفريق بينها وبين إن النافية وهي تشبه اللام المزحلقة في العمل 

‏9) لام الجواب، مثل:
- "وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم".

- "لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا
وهي اللام التي تأتي في جواب القسم كما في المثالين السابقين 

10) اللام الزائدة، مثل:
 وهي 

اللام المعترضة بين الفعل المتعدي ومفعوله كقوله:وملكتَ ما بينَ العراقِ ويثربٍ ... ملكاً أجارَ لمسلمٍ ومُعاهدِ


11) لام البعد، مثل: ذلك، تلك.
وهي لام متصلة بأسماء الإشارة عند الإشارة إلى بعيد .
وأشير هنا إلى أن هذه ليست كل الاستخدامات لـ حرف اللام ولكنها أشهرها وما لم يخنتلف فيه النحاة قديما.

تابعنا على قناة تعليم اللغة العربية للمزيد من الشروحات اللغوية  اضغط هنا ..... اضغط هنا لمشاهدة شروح لغوية بالفيديو


الممنوع من الصرف


#تعريف الممنوع من الصرف:
الممنوع من الصرف هو الاسم المعرب الذي لا ينون آخره، والأصل في الاسماء أن تكون منصرفة ويخرج عن الأصل في التنوين إذا وُجدت علة المنع.






#إعراب الممنوع من الصرف:

علامة الاسم الممنوع من الصرف إلى جانب كونه أنه لا يقبل التنوين، فهو لا يقبل علامة الكسر أيضًا، وفي حالة الجر تكون علامة الفتحة بدلًا من الكسرة، أما علامة رفعه فهي الضمة من غير تنوين وعلامة نصبه فهي الفتحة من غير تنوين.

#أمثلة:

– الساكت عن الحق شيطانٌ أخرسُ.
– من تكلم فيما لا يعنيه كان إنسانًا أحمقَ.
– العاقل من لا يتحدث بكلامٍ أحمقَ.

#ملاحظة : يجر الممنوع من الصرف بالكسرة إذا تم تعريفه بـ  (أل) أو كان مضافًا.


#أنواع الممنوع من الصرف:

الممنوع من الصرف نوعان؛

#النوع_الأول : الممنوع من الصرف لعلة واحدة.


1-  الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة.

– أمثلة لألف التأنيث الممدودة: (سمراء – بيداء – صحراء – عذراء).
– أمثلة لألف التأنيث المقصورة : صغرى – كبرى – وسطى – عظمى.
2- صيغة منتهى الجموع.
 أي أن يأتي بعد ألف جمعه حرفان أو ثلاثة أحرف.
– أمثلة لصيغة منتهى الجموع بحرفين بعد الألف : مساجد – حدائق – سنابل.
– أمثلة لصيغة منتهى الجموع بثلاثة أحرف بعد الألف : مصابيح – بساتين – عصافير.

#النوع_الثاني: الممنوع من الصرف لعلتين:

ويضم حالتين:

#الحالة_الأولى : العلم.

1- العلم المؤنث اللفظي: 
أي تكون أسماء لرجال ولكنها مؤنثة بالتاء فقط لفظًا
مثال : (حمزة – طلحة – معاوية – قتادة)
2- العلم المؤنث المعنوي:
 أي تكون أسماء لإناث ولكنها غير مختومة بتاء التأنيث.
مثال : (مريم – سعاد – زينب)
3- العلم المؤنث الحقيقي: 
أي تكون أسماء لإناث وملحقة بتاء التأنيث.
مثال : (عائشة – حفصة – فاطمة)
4- العلم الأعجمي الزائد عن ثلاثة أحرف:
 وتعني الأسماء التي أصلها غير عربي وتزيد عن ثلاثة أحرف.
مثال : (إبراهيم – إسماعيل – يعقوب... )
#ملحوظة: جميع أسماء الأنبياء أعجمية ما عدا: (محمد وصالح وشعيب وهود ونوح ولوط)
وكذلك أسماء الملائكة ما عدا: (رقيب - عتيد - منكر - نكير - مالك - رضوان) 
5- العلم المركب تركيبًا مزجيًا: 
وهي اسماء مكونة من كلمتين
مثال : (حضرموت – بعلبك – نيويورك - بور سعيد....) 
6- العلم المختوم بألف ونون زائدتين:
 أي ألف ونون زائدة على الاسم.
مثال : (سليمان – عمران – حمدان...) 




7- العلم على وزن الفعل: 

 أي يمكن ان تكون الكلمة اسم او فعلًا.
مثال : (أحمد – يزيد – أشرف...) 
8- العلم المعدول أي على وزن (فُعل)
مثال : (عُمر – زُحل – قُزح - هبل - قزح....) 

#الحالة_الثانية: الصفة. 

1- الصفة على وزن (فعلان) ومؤنثها على وزن (فَعْلى)
مثال : (عطشان/ عطشى) – (غضبان/ غضبى) – (فرحان/ فرحى)
2- الصفة على وزن (أفعل) ومؤنثها على وزن (فعلاء)
مثال : (أسود / سوداء)  ( أبيض / بيضاء) (أحمر / حمراء)
3- ما جاء على وزن فُعال أو مَفْعَل من أسماء العدد من 1 إلى 10
مثال : أُ(حاد ومَوْحد – ثُناء ومثنى – ثُلاث ومَثلث) 
4- الصفة على وزن (فُعل) وليس منها إلا كلمة ( أُخر ) وهي جمع ( أخرى ).
اضغط هنا لمشاهدة الشرح بالفيديو ..لدرس الممنوع من الصرف