الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

ما " المها" ؟ وماذا قال الشعراء عن جمال عينيها

المها في اللغة : اسم علم مفرد مؤنث والجمع مهوات 









المها حيوان جميل يتصف بجمال العيون ذات الحور و تنتمي المها العربية إلى فصيلة بقر الوحش، وتعتبر الوحيدة التي تعيش في البيئة الأشد حرارة وجفافا من بين خمسة أنواع للمها.
ومن المؤسف جدا أن المها  العربية من الحيوانات المهددة بالانقراض من البيئة العربية ؛ بعد أن كانت موجودة فيها بكثرة. 

وتسمى المها في اللغات الأجنبية عند الإغريق والرومان(أوريكس) وتعني في اللغة القديمة (المعول) أو الفأس ذات الرأس المدببة·· وهذه التسمية لها علاقة بشكل القرون الطويلة و هي حيوان جميل ولذا كان الشعراء وما زالوا عندما يصف أحدهم محبوبته يشبهها بالمها في جمالها ورشاقتها وسحر عيونها.  

فهي جزء من بيئة الشاعر العربي  وحياته فطالما رافقت أسفاره  الصحارى القاحلة وأثارت لوعة  أشواقه إلى محبوبته التي تشبهها جمالا ورشاقة وعيونا 





إلا أن عيون المها كان لها النصيب الأوفر من تغزل الشاعر العربي منذ القدم.


فهذا ابن المقري وهو من شعراء العصر المملوكي
يصفها بأنها تسحر ناظرها وتفعل فبه ما لا يفعله السيف والرمح فهي تقتل وتأسر بسحر جمالها.حيث قال :

عيون مها يجلو ظبا لحظها السحرُ 
               فتفعل ما لا تفعل البيض والسُمرُ
إذا جردتها فاستعدوا من الهوى
                لمعترك يفشو به القتل والأسر

أما علي بن الجهم   شاعر العصر العباسي فإن عيون المها التي مرت بجواره على شط نهر دجلة قد أثارت شوقه القديم وذكرته بهوىً كان قد نساه أو تتناساه وجلت ينشد أبياته الجميلة :

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ
جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن
سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

ومثله قال ابن الساعاتي  وهو من شعراء العصر المملوكي 


عيونَ المها مالي بسحركِ من يدِ
ولا في فؤادي موضع للتجلُّدِ
رويداً بقلبٍ مستهامٍ متيَّمٍ
ورفقاً بذا الجفن القريح المسهَّد
قفي زوّدينا منك يا أمَّ نالكٍ
فغيرُ كثيرٍ وقفة المتزوّد





وفي الشعر الحديث نجد البارودي يشتاق إلى محبوبته فيصف عيونها بعيون المها الجميلة الساحرة فيقول:


مَحَا الْبَيْنُ مَا أَبْقَتْ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي
فَشِبْتُ وَلَمْ أَقْضِ اللُّبَانَةَ مِنْ سِنِّي
عَنَاءٌ وَيَأْسٌ وَاشْتِيَاقٌ وَغُرْبَةٌ
أَلا شَدَّ مَا أَلْقَاهُ فِي الدَّهْرِ مِنْ غَبْنِ
فَإِنْ أَكُ فَارَقْتُ الدِّيَارَ فَلِي بِهَا
فَؤَادٌ أَضَلَّتْهُ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي

ويكاد القارئ من خلال هذه المقالة أن يدرك المكانة التي احتلتها المها وعيون المها خصوصا  في الشعر العربي وهذا يعكس لنا ارتباط الشاعر العربي ببيئته التي استمد منها معاني شعره وبنات أفكاره .

هناك تعليق واحد: