الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

الأساليب الخبرية والإنشائية


  الأسلوب الخبري :


وهو ما يحتمل الصدق والكذب ويستثنى من هذا :


    القرآن الكريم  -  الحديث  -  الحقائق العلمية


- الأسلوب الخبري أغراضه البلاغية كثيرة تأتي حسب المعنى


 الذي يوحي به سياق الكلام ، ومنها : (الاسترحام  -  إظهار


 التحسر  -  إظهار الضعف  -  الفخر  -  النصح  -  التهديد  - 


 التوبيخ  -  المدح ... إلخ ) 


و منها : 


1  -  الاسترحام، نحو: (إلهي عبدك العاصي أتاكا..).


2  -  إغراء المخاطب بشيء، نحو: (وليس سواء عالم وجهول).


3  -  إظهار الضعف والخشوع، كقوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) (مريم: من الآية4) .


4  -  إظهار التحسر على شيء محبوب، كقوله تعالى :


 ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى ) (آل عمران: من الآية36)


5  -  إظهار الفرح، كقوله تعالى (جاء الحق..) .


6  -  التوبيخ، كقولك: (أنا أعلم فيم أنت!).


7  -  التحذير، نحو (أبغض الحلال الطلاق) .


8  -  الفخر، نحو: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) . 


9  -  المدح، نحو: (فإنك شمس والملوك كواكب..).


**********


  الأسلوب الإنشائي : 


وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب وهو نوعان :


 -  طلبي: وهو الأمر والنهى والاستفهام والنداء والتمني.


 -  غير طلبي: وهو التعجب والقسم والمدح والذم.

  تذكر أن :


كل أغراض الأساليب الإنشائية تأتي حسب المعنى الذي


 يوحي به سياق الكلام ، وما يذكر هنا من أغراض على 


سبيل المثال لا الحصر .


1 -  الأمــر : 

هو طلب فعل الشيء على وجه الاستعلاء


(أي الآمر يعد نفسه أعلى من المخاطب ) .

و صيغ الأمر :


(أ ) -  الفعل الأمر مثل : " ربنا اغفر لنا ذنوبناً ".


(ب) -   المضارع المقرون بلام الأمر  مثل : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".


(ج) -  المصدر النائب عن فعله مثل : " وبالوالدين إحسانا ".


(د)  -  اسم الفعل  مثل : " عليك بتقوى الله ".


  أغراضه البلاغية : 


تفهم من سياق الكلام وهي كثيرة مثل :


    [الدعاء  -  التهديد  -  النصح والإرشاد  -  التعجيز  -  الذم والتحقير  -  التحسر  -  التمني] و منها :


1 - الدعاء : إذا كان الأمر من البشر إلى الله .

  مثل : قول سيدنا موسى : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) (طـه25 : 26).


2 - الرجاء : إذا كان الأمر من الأدنى إلى الأعلى من البشر .

  مثل : انظر إلى شعبك أيها الحاكم . 


3 - النصح والإرشاد : إذا كان الأمر من الأعلى إلى الأدنى من البشر ، أو كان فيه فائدة ستعود على المخاطب .

  مثل :


   اطلبوا الحكمة عند الحكماء . 

    (دع ما يؤلمك ).

   اِرْجِعْ إلَى النفْـسِ فاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَـا فأنْتَ بِـالنَّـفْـسِ لاَ بِالجِـسْـمِ إِنْسَـانُ


4 - الالتماس : إذا كان الأمر بين اثنين متساويين في المكانة .

  مثل : يا صاحبي تقصيا نظريكما .


5 - التعجيز : إذا كان الأمر يستحيل القيام به ؛ لأن المأمور يعجز أن ينفذ ما أمر به .

{مثل : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه) (لقمان: من الآية11).


 (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن


 مِثْلِهِ ) (البقرة: من الآية23).


6 - التمني :

 إذا كان الأمر موجهاً لما لا يعقل ، أو للمطالبة بشيء بعيد التحقق .


مثل : 

ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلِ 

بصبح وما الإصباح منك بأمثل 

7 - التحسُّر و الندم : 

إذا كان الأمر يتضمن ما يحزن النفس و يؤلمها على شيء مضى و انتهى .


مثل : قال البارودي :


 رُدُّوا عَلَيَّ الصِّبَا مَنْ عَصْرِيَ الخَالِي  .


8  - التهديد و التحذير : 


إذا كان الكلام يتضمن ما يخيف و يرهب .


مثل : أهْمِلْ دروسك ، وسترى عاقبة ذلك .


*********


2- النهــي :

ويأتي على صورة واحدة وهى المضارع المسبوق بـ [لا] الناهية.

{و النهي الحقيقي هو طلب الكف من أعلى لأدنى .

{وقد تخرج صيغة النهي عن معناها الحقيقي إلى معانٍ أخرى بلاغية كالدعاء ، والالتماس ، والتمني ، والإرشاد ، والتوبيخ ، والتيئيس ، والتهديد ...


  تذكر أن :


الأغراض البلاغية لأسلوب النهي هي نفس الأغراض البلاغية للأمر 

1  -  الدعاء : 

(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة: من الآية286) 


2  -  التهديد :

 قال الأبُ متوعداً ابنه : لا تُقْلِعْ عَنْ عِنَادِك !


3  -  التمني :

 لا تغربي يا شمس !


4  -  النصح والإرشاد : 

قال خالد بن صفوان:  (لا تطلبوا الحاجات في غير حينها، ولا تطلبوها من غير أهلها).


5  -  التيئيس : 

(لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة: من الآية66).


6  -  التحسر والندم : (لا تأملي يا نفس في الدنيا ، فما فيها من وفاء ) .


3 -  الاستفهـام : 

الاستفهـام الحقيقي : هو طلب معرفة شيء مجهول ويحتاج إلى جواب .


الاستفهـام البلاغي : لا يتطلب جواباً و إنما يحمل من المشاعر أغراض بلاغية عديدة منها :


1  -


النفي : إذا حلت أداة النفي محل أداة الاستفهام و صح المعنى :

مثل : 

(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون) (الزمر: من الآية9) .


2  -  التقرير و التأكيد : إذا كان الاستفهام منفياً :


 مثل : ألم نشرح لك صدرك.


{ (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) (الأعراف: من الآية172).


3  -  الإنكار : إذا كان الاستفهام عن شيء لا يصح أن يكون :

مثل : (أتلعب و أنت تأكل .) ،  (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ..) (البقرة:44) .


4  -  التمني : إذا إذا قدرت مكان أداة الاستفهام أداة التمني (ليت) ، واستقام المعنى .

مثل : ( فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ) (الأعراف:53).


5  -  التشويق و الإغراء : إذا كان الكلام فيه ما يغري و يثير الانتباه . 

مثل : ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الصف: من الآية10).


4 -  النــداء : 

وأدواته هي : الهمزة و(أي)، وينادي بهما القريب، و(وا) و(أيا)، و(هيا) وينادى بها البعيد، و(يا) لنداء القريب والبعيد .

أغراض النداء البلاغية عديدة ومنها :


1  -  إظهار التحسُّر والحزن : 

{مثل :  قول الشاعر يرثي ابنته : يا درة نزعت من تاج والدها .


2  -  التعجب :

مثل : قال أبو العلاء المعري: فَوَاعَجَبًا كَمْ يَدِّعِي الفَضْلَ نَاقِصٌ


3  -  الاستبعاد : إذا كان المنادى بعيد المنال .

مثل : يا بلاداً حجبت منذ الأزل .


4  -  الاستغاثة : 

مثل : يا الله للمؤمنين . 


5  -  التعظيم : 

مثل : يا فتية الوطن المسلوب هل أمل على جباهكم السمراء يكتمل 


6  -  التنبيه : 

مثل : يا صاحبي تقصيا نظريكما .


5 -  التمنــي :

أداته الأصلية (ليت) وقد تستعمل في التمني أدوات أخرى هي (لو / هل / عسى).


{لو : تفيد إظهار التمني بعيد نادر الحدوث 

مثل : لو كان ذلك يشترى أو يرجع .


{هل ، لعل : لإظهار التمني قريب الحدوث .

مثل : لعل الكرب ينتهي . 


ليت : تفيد استحالة حدوث الشيء 

مثل : ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب.


 تذكر أن :

هناك أسلوب آخر هو : الأسلوب الخبري لفظاً الإنشائي معنى ، ودائماً يفيد : الدعاء


مثل : (جزاك الله خيراً).

أبوالطيب المتنبي شاعراً*

  الدكتور : عبدالعزيز المقالح 

لا يعتريني أدنى شك في أن عنوان هذه التأملات سوف يثير مجموعة من أسئلة القراء المتابعين للشعر، وأن أول أسئلتهم سيكون: وما الجديد في حديث كهذا؛ فالمتنبي ليس شاعراً فحسب، بل هو أهم شعراء العرب على الإطلاق؟ وأنا أتفق معهم وأقول لا خلاف على مكانة المتنبي، لكن ما كتبه من شعر يتوزع بين الحكمة والنظم والشعر، فالعنوان إذاً يحاول لفت انتباه القراء إلى أن هذا البحث الموجز، الذي يشير العنوان إلى محتواه سيتناول هذا الجانب الأخير، وهو الشعر الذي يعطي للمتني صفه الشاعر لا صفة الحكيم أو الناظم المنطقي. وآمل أن أكون في هذه الإشارة التمهيدية قد تمكنت من توضيح حقيقة العنوان ودلالته، التي بدت غامضة بعض الشيء، وإذا كان شعر هذا المستوى عند المتنبي قليلاً فإنه عند الشعراء الآخرين يبدو أقل من القليل.

ولا أنسى هنا الإشارة إلى أن ما دفعني إلى الاقتراب من هذا المنحى الشائك، هو تلك العبارة التي سادت في عصره وتواصل صداها إلى ما تلاه من عصور، وهي (أبو تمام والمتنبي حكيمان وإنما الشاعر البحتري)، وهي عبارة قطعية تسلب الشاعرين الكبيرين كل علاقة لهما بالشعر بمعناه الخاص والدقيق، ولا تعطي أدنى اهتمام لتلك اللوحات الشعرية البديعة التي تتخلل قصائدهما الطويلة وما تحمله من نبض الشعر / الشعر، ومنها على سبيل المثال تلك الأبيات التي جاءت في سياق الحديث عن البطولة والحرب في القصيد ة المشهورة لأبي تمام (السيف أصدق إنباء) والأبيات هي:

لقد تركت أمير المؤمنين بها

للنار يوماً ذليل الصخر والخشبِ

غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى

يشلّه وسطها صبح من اللهبِ

حتى كأن جلابيبَ الدُّجى رغبت

عن لونها، وكأن الشمس لم تغبِ

ضوء من النار والظلماء عاكفةٌ

وظلمةٌ من دخانٍ في ضحىً شَحِبِ 

هكذا إذاً، هو الشعر /الشعر/ أو الشعر / الماس المتناثر بين سطور القصائد الطويلة والقصيرة للشعراء الكبار. وهو عند المتنبي أظهر وأكثر، وسنبدأ معه من قصيدته (النونية) تلك التي استوحى مقدمتها من (شِعب بوّان) في بلاد فارس، وكيف سار به في مناخ من الدهشة والافتنان بالطبيعة في واحدة من صورها الأعذب والأجمل، وبما تعكسه من الأضواء والظلال، وما كان ذلك الشِعب أو الوادي الظليل ليستأثر بإعجابه لو لم يكن من القدرة الجمالية بمكان، ولما انعكس أثره في هذا التعبير الشعري الباذخ غير المسبوق في تاريخ الأدب العربي والشعر منه خاصة، حيث تتحول الصورة إلى لوحات فنية تضاهي ما يرسمه المصورون الكبار عن الحدائق والغابات:

مغاني الشِّعب طيباً في المغاني 

بمنزلةِ الربيع من الزمانِ

ولكن الفتى العربيَّ فيها 

غريب الوجه واليد واللسانِ

ملاعب جِنّةٍ لو سار فيها 

سليمانٌ لسار بترجمانِ

فسرتُ وقد حجبن الحر عني

وجئن من الضياء بما كفاني

وألقى الشرقُ منها في ثيابي 

دنانيراً تفرّ من البنانِ

لها ثمر تشير إليك منه

بأشربةٍ وَقَفن بلا أوانِ

وأمواه ٌ تصلّ بها حصاها 

صليلَ الحلي في أيدي الغواني

في هذا المقطع، يبدو المتنبي فناناً تشكيلياً يرسم لوحاته الشعرية، أو بالأصح مجموعة لوحات متعددة الألوان، بكلمات تأسر المشهد الطبيعي لتتناقله الأجيال عبر العصور، وفيه نصغي إلى موسيقا المياه وإلى النسمات التي تحرك أوراق الشجر بحنان، وهذا هو الشعر الذي يتداخل بين الصامت والناطق والضوء بالظلال، وهنا يشعر القارئ المتمرس بقراءة الشعر وإدراك مستوياته اللونية والصوتية، بأن المتنبي كان وهو يكتب هذا المقطع في أقصى درجات العفوية بعيداً عن التصنع والكد الذهني، وكأنه يلتقط صوره ومعانيه من فضاء المكان، فكانت تأتي إليه سهلة دون جهد يبذل أو عناء، وهي حالة لا يدركها إلاَّ الكبار من الشعراء الذين تتملكهم طاقة تعبيرية تتجاوز الوعي إلى اللّا وعي، والواقع إلى ما هو أبعد من الخيال.

ومما تناقله النقاد عن ابن رشد، اختياره لأربعة أبيات من قصيدتين لاميتين، بوصفها أجمل ما كتب المتنبي من شعر، والأبيات المختارة تؤكد بوضوح فهم هذا المفكر والفيلسوف للشعر، وأن نقده العالي يثبت اتساع دائرة وعيه الأدبي والمعرفي، والبيتان الأولان هما من قصيدة كان المتنبي يتحدث فيها عن رسول ملك الروم إلى سيف الدولة، وكيف كانت حيرته وهو يبارح أرضه، التي كانت لاتزال تعاني غبار المعارك وآثار الدماء التي سالت فيها، والحديث موجهٌ إلى سيف الدولة:

وأنَّى اهتدى هذا الرسول بأرضه 

وما سَكَنت مذ سِرت فيها القساطلُ

ومن أيّ ماءٍ كان يسقي جياده

ولم تصفُ من مزج الدماء المناهلُ

أما البيتان الآخران فهما من قصيدة لامية أخرى، يمدح بها المتنبي ابن رائق المتقي وهو أحد خلفاء العباسيين المعاصرين له، والبيتان من المقدمة الغزلية وهما:

لَبــِسن الَوشْيَ لا متجملاتٍ 

ولكن كي يَصُنَّ به الجمالا

وضفّرن الغدائرَ لا لحسنٍ 

ولكن خِفن في الشَّعر الضلالا

وفي القصيدة التي اختار ابن رشد منها هذين البيتين، أبيات أخرى تستحق الوقوف عندها، ومنها هذا البيت:

على قلقٍ كأن الريح تحتي 

أوجهها جنوباً أو شمالا

كثيرة هي الأبيات الشعرية التي تناثرت بين سطور قصائد المتنبي وأحياناً في مداخلها، ومنها هذه الأبيات التي جاءت في مدخل إحدى قصائده، ذات الإيقاع الموسيقي الفاتن: 

وكيف التذاذي بالأصائل والضحى 

إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبَّا

ذكرت به وصلاً كأن لم أفز به

وعيشاً كأني كنت أقطعه وثبا

وفتّانة العينين قتالة الهوى

إذا نفحت شيخاً روائحُها شبّا

وربما يكون المتنبي هو الشاعر العربي الوحيد الذي تلين له اللغة، ومثلها القوافي، فتبدو للقارئ وكأنها معدّة سلفاً، أو بعبارة أخرى كأنه لا يكتبها بل يجدها مكتوبة جاهزة، ليتلقاها دون بحث أو عناء، وهي حالة تستدعي دراسة مستقلة.

ونتوقف هنا قليلاً عند لاميته المرفوعة، التي تقطر عذوبةً وتنساب في الأفواه انسياب الجداول في الحقول الظمأى، وفي هذه القصيدة الرائعة يوجد البيت الشعري العظيم، الذي جمع بين الشعر عندما يكون في أبهى تجلياته، وبين الحكمة دائمة الحضور في كثير من الحالات، التي يجد الإنسان نفسه واقفاً بين خصومه، ومن يفترض أنهم أصدقاؤه.

وسوى الروم خلف ظهرك روم

فعلى أي جانبيك تميل

ونتوقف قليلاً عند المقطع المشار إليه، وهو يتوسط القصيدة ويحتل منها مقام القلب في هذه القصيدة، ويبدأ بالسؤال الذاهل المذهل: 

نحن أدرى وقد سألنا بنجدٍ

أَطَويلٌ طريقنا أم يطولُ

وكثيرٌ من السؤال اشتياقٌ 

وكثيرٌ من رده تعليلُ

لا أقمنا على مكانٍ وإن طاب 

ولا يمكن المكان الرحيلُ

كلما رحبت بنا الروض قلنا 

حَلَبٌ قصدنا وأنت السبيلُ

وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أن هذا الشاعر العظيم فريدٌ في شخصيته، وفريدٌ في حياته، وفريدٌ في قصائده الموحية، التي اتسعت للمديح وللتعبير عن الذات، كما اتسعت للحكمة ووصف الطبيعة وللشعر في أرقى مستوياته وأعمقها، تمثّلاً لمعنى الشعرية في توصيفها القديم والمعاصر.

* نُشر في مجلة الشارقة الثقافية

ماذا قال الشعراء عن كورونا ؟!... مواقف طريفة وممتعة

كورونا الفيروس المرعب الذي ارهب العالم وجعله سجنا كبيرا ، بالاضافة إلى فتكه بحياة عشرات الآلاف من البشر وإصابته لما يقارب مليون شخص 
هذا الكائن المرعب شكل هاجسا لدى الكثير من الناس ومنهم الشعراء حيث كان ترك أثراً كبيراً في شعرهم 
فمن هؤلاء الشعراء من وقف موقفا ثوريا ضده واعتبره عدوا للحب فرفض تلك التحذيرات التي تدعو إلى ترك التقبيل. واللمس والجلوس بقرب المحبوب 
ومنهم الشاعر جبر بعداني " شاعر يمني " حيث قال 

‏‎‎ومفيرسون إلى النخاع ألّا ترى

كمّامتي ومعقّمي الملعونا؟!

أدري ولٰكنّي جُبلتُ على الهوى
فتقبّليني عاشقاً مجنوناً

أوليس أزكى أن يقال قتلتِني
من أن يقال ضحيّة الكورونا؟!

هي ضمّة لا غير أبرأ بعدها 
فلقد ألِفتُ عناقك المأمونا

وإذا انكسرتُ فلا يهمّ لأنّني
مازلتُ أحفظ شعركِ الموزونا

ومن هؤلاء الشعراء من أظهر موقفا متعقلا ودعا إلى نسيان الأشواق والحنين والاهتمام بشاغل العصر " كورونا " وتلك هي الشاعرة الأردنية " تالا الخطيب " 
 حيث قالت : 

‏لا وقت للأشواق قالت جدتي
الكلُّ منشغلٌ بما  شـغلونا

فانس الحنين ولا تفكر بالهوى 
واغسل يديك وحضّر الكمّونا

ستعودُ  أيام الجمال لحيّنـا 
وتعودُ ترعى ليلنا (الدّلـعونـا)

كما أن و شاعرتنا تالا تحسست من قول الكثير أن فيروس كورونا سببه كبار السن فقالت بلسان حالهم : 

‏أعاني من زماني ما أعاني
 وأتعبني المشيب وقد غزاني

وهل نابُ المنونِ يخيف كهلا 
يناجي الرب بالسبع المثاني 

لكم شكري وتقديري وحزنٌ
كفاكم قسوةً.... موتًا  كفاني 0‎‎

ويعود الشاعر جبر بعداني فيصف حواراً بينه وببن زوجته في الحجر المنزلي وهي تقوم بطبه كل ما لذ وطاب من الأطعمة بعد أن كان يشتاق لأطباقها الشهية فلا يجدها نظرا لانشغاله بالعمل خارج المنزل فيشكر كرونا الذي جعله يتمتع بهذه الأطباق الرائعة


فيقول : 
‏تفضّلْ  حبيبي إنّ أكلكَ جاهزٌ
ومن كلّ شَيْءٍ قد طبختُ صحونا

ولَم أدر ما تفسير صمتي للحظةٍ؟!
كأنّي بأعضائي خُلقن عيونا

خلوتُ إلى نفسي أحاول فهمها
لأسمعَ همساً دافئاً و حنونا

يقول  أدام الله نعمةَ وصلنا
فقلتُ أطال الله عُمر َ ( كـرونا )


شاعر آخر هو عبدالخالق الزهراني " شاعر خليجي" 
فقد اعتبر الدعوة إلى نظافة الأجساد وتعقيم الاماكن وغسل اليدين اعتبرها فرصة للدعوة إلى تطهير القلوب والعيش بحب فقال : 

‏عقِّمْ فؤادك قبل كفِّكَ إنّما 
يُنجيكَ طُهرُ القلبِ من نيرانِ
سِرُّ السلامةِ مضغةٌ بصدورنا 
و محَلُّ نظرةِ ربِّنا الرّحمنِ
كلُّ الشعائرِ لو فطنتَ توجّهتْ
للقلبِ تغسلُهُ من الأدرانِ


ثم يعود جبر بعداني فيذكر الجانب الإيجابي لفيروس كورونا في حياته حيث جعله يهنأ بالراحة من مشاورير العائلة والزوجة بالذات فيخاطبها قائلا : 

‏حتّى المشاوير قد صارتْ معلّقةً
فلتلزمي الدار عصر السبت والأحدِ

و وفّري كلّ ما كنّا سننفقهُ
على الثياب ليومٍ بالغ النكدِ

فإن شعرتِ بضيقٍ فالصلاة كما
جرّبتُها خير من يقضي على الكمدِ

أو اطْبخي أيّ شيء لم نذقه معاً
إشتقتُ جدّاً إلى طبْخاتِكِ الجُددِ


ثم يصف أنه قرر الابتعاد عن التقبيل بسبب كورونا فقال : 

‏ألم تقلْ ذات شعرٍ قُبلتي سوَرٌ
تُتلى ورشفة ريقي رقية الحسدِ ؟!

وإن كفّي التي زارتْكَ ذات هوىً
قد غسّلتْكَ بماء الثلج والبردِ ؟!

فقلتُ قبل كرونا كنتُ ذَا عوجٍ
والآن بعد كرونا عدتُ للرشدِ

شعراً بشعرٍ سنقضيها فلا تدعي
شيطانك الوغد يروي سيرة الجسدِ

‏قالتْ:كرونا؛ فقلتُ المنصف الأبدي
قَالَتْ تفشّى فقلتُ اسْتبعدي بلدي

قَالَتْ:سنفنى فقلتُ الله يرحمنا
قَالَتْ:جميعاً؛فقلتُ الخُلد للصمدِ

قَالَت وما الحل؟!قلتُ استعصمي أبداً 
بحبل ربّ البرايا الواحد الأحدِ

قَالت فديتُكَ قد طمْأنْتني ومضتْ
إلى عناقي ولٰكنّي رفعتُ يدي



‏إلى هنا وكفى ؛ عودي مدلّلتي 
معَ (الكرونا) تضيق الأمّ بالولدِ

سحقاً لهذا الهوى إن كان يحملنا 
نحو المشافي ويبلينا بكلّ ردّي 

"ردّي عليّ فؤادي" إنّني رجلٌ
كرهتُ نفسي لفرط الهمّ فابتعدي

فلستُ أرجو من الفتوى التي وردتْ
على لسانيَ إِلَّا أجرَ مجتهدِ !



لكن الشاعر جبر بعداني والذي دعا إلى الابتعاد عن التقبيل في زمن كورونا يعود فيدعو الشاعر فواز اللعبون " شاعر سعودي " 
يدعوه إلى عدم الإصغاء لما يقال من ترك القبل الأحضان مع الاحباب وبالأخص رشف الشفاة الجميلة فيقول : 

‏(فواز)  ليس الذي قد قيل يعنينا
قَبّلْ متى شئتَ إنّ الله حامينا 

مجنونةٌ من ترى في حضن عاشقها
عدوى وفي الحبّ ما يُشفي المحبّينا 

في ريق فاتنةٍ طابتْ مراشفها 
سرّ الدواء فقل للوصل آمينا

وإن يقال أصبنا بالجنون هوىً
فقد خُلقنا مجانيناً مجانينا
‎@Badanigabr
 وهو في الابيات السابقة يرد على الشاعر الدكتور فواز اللعبون الذي دعا إلى هجر حضن الحبيب ويشكو من أن نفسه تمنت احتضان محبوبه ولكنه تراجع خوفا من المرض 
فقال : 

‏‎أصبح الحضن سقاماً ومرض
بعد أن كان غراماً يُفترض

رحتُ من أجل عناقٍ واحدٍ
عند من صار حبيبي فرفض

فمددت الكف أرجو كفهُ
فاعتراه الخوف مني وركض

فارتضيت العزل قبل الملتقى
عله الهجر قريباً يُنتقض

هنا يمكننا القول بأننا من خلال رحلتنا مع الأبيات السابقة ندرك دور الشعر والادب التفاعل مع الأحداث باعتبار الشعر هو متنفس الإنسانية والمعبر عما يدور في خلدها من تناقضات، فمنهم من رفض الإجراءات الوقائية من كورونا ومنهم من اعتبرها مغالاة ومنهم من تعقل وخضع لها  والتزم بها وهذا هو الإجراء الصحيح والصائب حتى وإن كان له اثر وجداني ونفسي قاسٍ إلا أننا مرغمون على الالتزام به حيث لا خيار آخر سواه 

نسأل الله أن يعين البشرية على القضاء على عدوها المرعب ويبعده عنا وعن كل من نحب 

الإنسان يتحدى لكي يعيش د . عبدالعزيز المقالح

الإنسان يتحدى لكي يعيش
د . عبدالعزيز المقالح 

يذكرني حال الإنسان في مواجهته للمصاعب والعوائق بالأشجار تتساقط أوراقها وتجف أغصانها لكي تعود من جديد وقد أورقت واستقامت أغصانها، ولولا تلك الحالة التي تعرفها الأشجار من
 التجدد
والمقاومة لكانت قد اندثرت وتوقف نموّها من أول يوم يعتريها الذبول، ونستطيع من خلال المشاهدة العادية لهذه الأمثلة الواقعية أن نتبين أن التغيير ومقاومة التجمد سُنّة من سُنن الحياة، وسبيل إلى أن تظل الحياة -كما أسلفت- في حالة تجدد وتغيير. وتوحى الملاحظات السالفة بما يمتلكه الإنسان من طاقات وما تقتضيه حالُهُ من تحول دائم لا ثبات فيه ولا قرار،  ومثال الأشجار ليس سوى دليل واقعي من شأنه أن يثبت هذه الحقيقة التي لا تحتمل الشك ولا الريب.

وكلما زادت التحديات التي نواجهها، زادت قدرتنا على المقاومة والتجدد، والشعوب التي ارتقت لم يكن لها ذلك لرغبتها في ذلك فقط، وإنما لأنها امتلكت من طاقات التجديد ما جعلها تصل إلى ذلك المستوى. وليس أمام شعوبنا للخروج من أزمات التخلف والفقر سوى التصميم على التحدي، وإلاَّ فإنها ستبقى على ما هي عليه، وسبق لي -في هذه الأحاديث– أن أشرت إلى أن خلاصنا الاقتصادي والاجتماعي متوقف على ما نمتلكه من طاقة التحدي والرغبة الفاعلة في الخروج من دائرة الضعف، وما يرافقه من تراجع على أكثر من مستوى. 





ولا عيب إذا اقتدينا بالشعوب المتقدمة وحاولنا التدرج في تحدينا لما فرضته علينا الظروف القاهرة من استسلام وقبول بما لا يمكن الاستسلام له أو تقبله، وإذا كانت النفوس كباراً –كما قال الشاعر- تعبت في مرادها الأجسامُ؛ فمعنى ذلك باختصار أن كل شأن من شؤون الحياة لا يأتي سهلاً ولا يكون صدى لرغبة مؤقتة، وكل حالة من حالاتنا تقتضي جهداً وتستدعي حالة من التحفز والشعور العميق بالانطلاق. وإذا لم تكن الاستجابة كاملة لمثل هذا، فإننا –كما سبقت الملاحظة  أكثر من مرة- سنظل ندور في دائرة من الجمود والتراخي، ولن يتغير شيء مما بنا. هكذا تؤكد حقائق الحياة التي نمر بها وتمر بنا، ولا مفر للإنسان إن أراد أن يتقدم، أن يداوم على الحركة ويستمر في تحدي كل المعوقات التي تقف في طريقه، وأن لا يتوقف، ويواصل التغيير وإلاَّ سوف يبقى كما هو في تراجع مستمر، وتلك سنة الحياة: تُحرك المتحرك وتُجمد المتجمد.


والأفراد كالشعوب تماماً في الانصياع لسنة الحياة ومعوقاتها الداعية إلى الحركة ونبذ  الجمود، وكم من شعبٍ كانت حاله أسوأ من حالنا أدرك سنة الحياة وما تقتضيه من  حركة، فصار في المقدمة بعد أن كان في المؤخرة؛ ونحن نأمل أن نكون كذلك، تتقدم خطواتنا نحو الإمام ولا تتعثر بنا الخطوات كما تعثرت بنا في ماضينا وفي حاضرنا. ومن المؤكد، وقد أدركنا أسباب ضعفنا وتأخرنا، أن نكون قادرين على مواصلة السير إلى أن نتمكن من الخروج مما نحن فيه. وربما تكررت بعض العبارات في هذه الحديث أكثر مما يجب، ولكن طبيعة الظرف الذي نمر به، وحاجتنا إلى التغيير السريع، تقتضي مثل هذا التكرار، وأعود مرة ثانية فأذكر بيت الشعر الذي استعرضته سابقاً وهو لأبي الطيب المتنبي: 
"وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ"، 
فالتعب هنا هو الجهد المطلوب لمن أراد أن يتقدم ويقاوم ما يعانيه من ركود، ولا شيء يساعدنا على تجاوز هذه المتاعب مثل الاستمرار في التحدي ومواصلة السير على الطريق الذي أردناه ليقودنا إلى حيث نريد في أقل قدر من الوقت وأقل قدر من العناء، فلا شيء يأتي مجاناً وبلا مقابل. هكذا تقول سنة الحياة وطبيعة الأيام.
يذكرني حال الإنسان في مواجهته للمصاعب والعوائق بالأشجار تتساقط أوراقها وتجف أغصانها لكي تعود من جديد وقد أورقت واستقامت أغصانها، ولولا تلك الحالة التي تعرفها الأشجار من التجدد والمقاومة لكانت قد اندثرت وتوقف نموّها من أول يوم يعتريها الذبول، ونستطيع من خلال المشاهدة العادية لهذه الأمثلة الواقعية أن نتبين أن التغيير ومقاومة التجمد سُنّة من سُنن الحياة، وسبيل إلى أن تظل الحياة -كما أسلفت- في حالة تجدد وتغيير. وتوحى الملاحظات السالفة بما يمتلكه الإنسان من طاقات وما تقتضيه حالُهُ من تحول دائم لا ثبات فيه ولا قرار،  ومثال الأشجار ليس سوى دليل واقعي من شأنه أن يثبت هذه الحقيقة التي لا تحتمل الشك ولا الريب.
وكلما زادت التحديات التي نواجهها، زادت قدرتنا على المقاومة والتجدد، والشعوب التي ارتقت لم يكن لها ذلك لرغبتها في ذلك فقط، وإنما لأنها امتلكت من طاقات التجديد ما جعلها تصل إلى ذلك المستوى. وليس أمام شعوبنا للخروج من أزمات التخلف والفقر سوى التصميم على التحدي، وإلاَّ فإنها ستبقى على ما هي عليه، وسبق لي -في هذه الأحاديث– أن أشرت إلى أن خلاصنا الاقتصادي والاجتماعي متوقف على ما نمتلكه من طاقة التحدي والرغبة الفاعلة في الخروج من دائرة الضعف، وما يرافقه من تراجع على أكثر من مستوى. 
ولا عيب إذا اقتدينا بالشعوب المتقدمة وحاولنا التدرج في تحدينا لما فرضته علينا الظروف القاهرة من استسلام وقبول بما لا يمكن الاستسلام له أو تقبله، وإذا كانت النفوس كباراً –كما قال الشاعر- تعبت في مرادها الأجسامُ؛ فمعنى ذلك باختصار أن كل شأن من شؤون الحياة لا يأتي سهلاً ولا يكون صدى لرغبة مؤقتة، وكل حالة من حالاتنا تقتضي جهداً وتستدعي حالة من التحفز والشعور العميق بالانطلاق. وإذا لم تكن الاستجابة كاملة لمثل هذا، فإننا –كما سبقت الملاحظة  أكثر من مرة- سنظل ندور في دائرة من الجمود والتراخي، ولن يتغير شيء مما بنا. هكذا تؤكد حقائق الحياة التي نمر بها وتمر بنا، ولا مفر للإنسان إن أراد أن يتقدم، أن يداوم على الحركة ويستمر في تحدي كل المعوقات التي تقف في طريقه، وأن لا يتوقف، ويواصل التغيير وإلاَّ سوف يبقى كما هو في تراجع مستمر، وتلك سنة الحياة: تُحرك المتحرك وتُجمد المتجمد.


والأفراد كالشعوب تماماً في الانصياع لسنة الحياة ومعوقاتها الداعية إلى الحركة ونبذ  الجمود، وكم من شعبٍ كانت حاله أسوأ من حالنا أدرك سنة الحياة وما تقتضيه من  حركة، فصار في المقدمة بعد أن كان في المؤخرة؛ ونحن نأمل أن نكون كذلك، تتقدم خطواتنا نحو الإمام ولا تتعثر بنا الخطوات كما تعثرت بنا في ماضينا وفي حاضرنا. ومن المؤكد، وقد أدركنا أسباب ضعفنا وتأخرنا، أن نكون قادرين على مواصلة السير إلى أن نتمكن من الخروج مما نحن فيه. وربما تكررت بعض العبارات في هذه الحديث أكثر مما يجب، ولكن طبيعة الظرف الذي نمر به، وحاجتنا إلى التغيير السريع، تقتضي مثل هذا التكرار، وأعود مرة ثانية فأذكر بيت الشعر الذي استعرضته سابقاً وهو لأبي الطيب المتنبي: 
"وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ"، 
فالتعب هنا هو الجهد المطلوب لمن أراد أن يتقدم ويقاوم ما يعانيه من ركود، ولا شيء يساعدنا على تجاوز هذه المتاعب مثل الاستمرار في التحدي ومواصلة السير على الطريق الذي أردناه ليقودنا إلى حيث نريد في أقل قدر من الوقت وأقل قدر من العناء، فلا شيء يأتي مجاناً وبلا مقابل. هكذا تقول سنة الحياة وطبيعة الأيام.

الثلاثة الاذكياء .. ردود مسكتة


‌‌‎

من يجيد استخدام اللغة العربية ويمتلك مهارة تطويعها لصالح الفكرة التي يريد إيصالها إلى المتلقي يُسمى بليغا وهذه المهارات بحاجة إلى مستوى عالٍ من الذكاء والفراسة 
 





يقول أحد الأدباء أن الرجل البليغ قادر على تطويع اللغة في صالحه فهو إن أراد مدح الزهرة قال: وردة، وإن أراد تحقيرها قال: عشبة!

وإن أراد مدح اليرقة الطائرة قال: فراشة، 
وإن أراد تحقيرها قال: حشرة!

وقال شاعر قديم في مدح العسل وذمه:
تقول: هذا مُجَاجُ النحلِ تمدحُهُ
وإن تَذُمَّ فقل قيءُ الزنابيرِ

وفي هذه التدوينة أنقل لكم بعضاً من إجابات ذكية وبليغة اشتهرت في كتب الأدب وتناقلها الأدباء ووصوفها بالمدهشة والمسكتة 

١. الموظف المتقاعد 

يحكى أن متقاعدا سُئل عن كيفية قضاء وقته في بيته بعد تقاعده؟
فقال: حاليا أقوم بعمل معالجات مائية حرارية للمعادن والزجاج في بيئة مقيدة.
*طريقة وصف المتقاعد لعمله توحي بأنه مهندس يُجري تجارب معقدة في مختبره الخاص، والواقع أنه يقوم بغسل المواعين تحت رقابة زوجته المتسلطة تبا لها.


‌‎٢. قصة الحجاج والمرأة الخارجية

قيل : أتى الحجاج بامرأة من الخوارج ، فقال لأصحابة : ما تقولون فيها؟ قالوا : عاجلها بالقتل أيها الأمير . فقالت المرأة : لقد كان وزراء صاحبك خير من وزرائك يا حجاج .
قال الحجاج : ومن هو صاحبي؟ قالت : فرعون استشارهم في موسى فقالوا : أرجه وأخاه . 

٣. زوجة الفقير 

من طريف ما يروى في هذا السياق أن زوجة سُئلت عن عمل زوجها، فقالت:
هو القائم المفوَّض بجمع صدقات المسلمين.
طريقة وصف الزوجة لعمل زوجها توحي بأنه على مرتبة وزير، والواقع أن زوجها رجل مسكين يسأل الناس، ويعيش على صدقاتهم، والزوجة لم تكذب، لكنها وظفت براعتها اللغوية لتحسين عمل زوجها.

ذكاء وبديهة وحيلة القاضي إياس وحنكته


حيلة القاضي إياس مع الرجل الذي جحد الوديعة 
عُرف القاضي إياس بأنه أدهى قضاة العرب وأكثرهم حكمة وحيلة  وكان
يستخدم دهائه وحيلته في مقاضاته بين المتخاصمين لديه وسنذكر لكم واحدة من أشهر  القصص  والمواقف التي استخدم فيها القاضي إياس دهائه و روته كتب الأدب عنه حيث روي أنه في يوم من الأيام قصد رجل الحج فاستودع إنسانا مالا فلما عاد طلبه منه فجحده ، فأخبر بذلك القاضي إياسا ، فقال له القاضي: أعلم أنك جئتني؟ قال : لا ، قال :فعد إليّ بعد يومين ، ثم أن القاضي إياساً بعث إلى ذلك الرجل فحضر ، فقال له : اعلم أني قد تحصلتْ عندي اموال كثيرة لأيتام وودائع للناس وإني مسافر سفرا بعيداً وأريد أن اودعها عندك لما بلغني من أمانتك وتحصين منزلك ، فقال : حبا وكرامة .
فقال له القاضي اذهب وهيئ موضعا للمال وقوما يحملونه فذهب الرجل وجاء صاحب الوديعة ، فقال له القاضي إياس : اذهب إلى صاحبك فقل له ادفع لي مالي وإلا شكوتك للقاضي إياسٍ





فلما جاء دفع إليه ماله واعتذر إليه ، فأخذه فأتى إلى القاضي إياس وأخبره. 

ثم بعد ذلك أتى الرجل ومعه الحمالون لأخذ المال الذي قال عنه القاضي إياس ، فقال له القاضي - بعد أن أخذ الرجل ماله منه – بدا لي ترك السفر اذهب وشأنك لا كثّر الله من أمثالك . 

طرق تدريس دروس النحو والصرف والبلاغة

في مقالة سابقة على هذه المدونة كتبت مقالا تحدثت فيه عن طرق تدريس النصوص الأدبية وفق فلسفة التعلم النشط ، والآن سأتناول في هذا المقال الطرق المثلى لتدريس دروس القواعد النحوية والإملائية وهي كتالي:


اولاً : الطريقة الحوارية :-

وتقوم في جوهرها على المناقشة واستثمار خبرات التلاميذ السابقة لتوجيه نشاطهم نحو تحقيق هدف معين
ولا بد ان يعد الأسئلة إعدادا جيدا ويراعى فيها الوضوح والتسلسل والترتيب وعدالة توزيعها على التلاميذ
ومن عيوب هذه الطريقة:
أنها تستغرق زمنا طويلا
تؤدي إلى الاستطراد والخروج عن الموضوع
عدم قدرة بعض المعلمين على تنفيذها


ثانيا : الطريقة الاستنباطية ( الاستقرائية )

وتقوم هذه الطريقة على البدء بالأمثلة تشرح وتناقش ثم تستنبط منها القاعدة وعليها بنى  (هاربرت ) خطواته الخمس المشهورة التي لا يزال العديد منا يعتمد عليها إلي اليوم وهي :

1. المقدمة أو التمهيد
2. عرض الأمثلة على السبورة أو على الورق مقوى وقراءتها ومناقشة التلاميذ في معناها
3. الموازنة وتسمى الربط أو المناقشة وتناول الصفات المشتركة والمختلفة بين الجمل وتشمل الموازنة بتنوع الكلمة وعلاقتها ووظيفتها وموقعها بالنسبة لغيرها وعلامة إعرابها.
4. استنباط القاعدة : من خلال المناقشة والموازنة ويشترك في استخدامها المعلم والتلاميذ وتكتب على السبورة بلغة سهلة
5. التطبيق على القاعدة وهذه الخطوة من الخطوات الهامة وينبغي أن تتنوع صور التطبيق

ومن عيوب هذه الطريقة
أنها بطيئة التعليم
قلة مشاركة التلاميذ في الدرس لأن المعلم هو الذي يقدم للدرس ويوازن ويقارن بين أجزائه ويتولى صياغة القواعد .


ثالثا ً : الطريقة  الاستقرائية المعدلة :-

وتسمى طريقة النصوص التكاملية وتسمى أيضا طريقة الأساليب المتصلة وهي طريقة تكاد تجمع مزايا الطرق السابقة حيث تبدأ بعرض نص متكامل يحمل في طياته توجيها ويعالج النص كما تعالج موضوعات القراءة حيث يقرأ التلاميذ النص قراءة صامتة ثم يناقشهم المعلم فيه ويعالج الكلمات الصعبة ثم يقرا التلاميذ قراءة جهرية ثم تعالج هذه الأمثلة حسب الطريقة الاستقرائية معتمدا المعلم على الحوار في الانتقال من مثال إلي آخر حتى يستنتج التلاميذ قواعد الدرس فيصوغها المعلم بأسلوب سهل ويكتبها على السبورة.
خطوات السير في درس القواعد وفق الطريقة الاستقرائية
وبعد العرض المفصل للطريقة الاستقرائية نستطيع القول بأنها الطريقة المناسبة لتدريس القواعد النحوية والبلاغية والإملائية ، وهي تسير وفق خطوات ضرورية و هي الخطوات الخمس التي تنسب إلي الفيلسوف الألماني  (يوحنا فردريك هربارت) وهي خطوات سليمة وحيدة لا يمكن الاستغناء عنها ، وننقلها هنا بعد أن تم التعديل عليها من قبل مجموعة من الخبراء التربويين .  وهي كالتالي :

أولا !: التمهيد :-
وهو البوابة التي يدخل منها كل من المعلم والتلميذ إلي الدرس والغرض منه جذب انتباه التلميذ وتركيزه لتلقى الموضوع الجديد وربط الموضوعات القديمة بالجديدة ومن أساليب التمهيد :
1) أسئلة في المعلومات السابقة المتصلة بالدرس الجديد و تكون الأسئلة قليلة واضحة ومشوقة
2) عرض الوسيلة المشوقة للدرس الجديد  (  والمعلم الناجح هو الذي يمهد لدرسه بطريقة مشوقة وجميلة)

ثانيا : العرض :-
وهو من أهم مراحل الدرس ويعرض المعلم النص على ورق مقوى أو على السبورة أو عن طريق الكتاب ويطلب من التلاميذ قراءة النص قراءة صامتة ثم يناقشهم المعلم بعد ذلك ويعالج الكلمات الصعبة ثم يطلب من أحد التلاميذ قراءة النص قراءة جهرية .
وبعد ذلك يوجه المعلم إلي التلاميذ أسئلة في النص تكون إجابتها الأمثلة الصالحة للدرس ثم يدون هذا الجمل على السبورة ويجب على المدرس أثناء كتابة هذه الجمل أن يحدد الكلمات التي تربط بالقاعدة بأن يكتبها بلون مخالف حتى تكون بارزة أمام التلاميذ ويجب عليه أيضا أن يضبط هذه الكلمات بالشكل ثم يوجه المعلم طلابه إلي النظر إلي هذه الكلمات ثم يبدا معهم مناقشتها

ثالثا : الموازنة والربط   :
وفيها يوازن المعلم بين الجزيئات أو الأمثلة ليدرك التلاميذ ما بينها من أوجه التشابه والاختلاف ومعرفة الصفات المشتركة والخاصة تمهيداً لاستنباط الحكم العام ( القاعدة )  وتشمل الموازنة :-  نوع الكلمة و المعنى الذي تفيده  وضبط أواخرها ، والموازنة نوعان ( أفقية و رأسية  )
1) الموازنة الأفقية :  يُقصد بها الموازنة بين كلمة أو أكثر في جملتين مختلفتين مثل : الجملة الاسمية مع الناسخ وبدونه : محمد مجتهد - كان محمد مجتهداً ،  والجملة الفعلية في حالة البناء للمعلوم والبناء للمجهول : كَسَرَ خالدٌ القلم - كُسِرَ القلمُ - وهكذا ...
2) الموازنة الرأسية : وهي نوعان :
أ‌. موازنة جزئية :وهي الموازنة بين مثاليين متشابهين لإدراك الصفات المشتركة بينهما تمهيدا لاستنباط قاعدة : مثل الموازنة بين كلمتي ( مجتهدا وغزيرا ) في : كان محمد مجتهدا - كان المطر غزيرا .
ب‌. موازنة كلية : هي الموازنة بين طوائف الأمثلة لإدراك الصفات المشتركة والمختلفة بينها ، وعلى المعلم أن يتتبع الأمثلة مثالا مثالاً : وكلما كان المعلم متأنيا في موازنته أو تتبعه وصل إلي الهدف الذي يريد أن يصل إليه بيسر وسهولة.
ويتوقف نجاح الدرس على مهارة المعلم في الموازنة بين الأمثلة وإدراك أوجه الربط بين المعلومات الجديدة وبين المعلومات القديمة التي مر بها التلاميذ من قبل.

رابعا: استنباط القاعدة :
إذا نجح المعلم في الخطوات السابقة سهل على طلابه الوصول إلي القاعدة والحكم العام وعليهم أن يعبروا بأنفسهم عن النتيجة التي وصلوا إليها ، ولا ينبغي أن يقوم المعلم باستنباط القاعدة دون إشراك التلاميذ أو يطالبهم بان يأتوا بالقاعدة نصا كما في الكتاب بل يكتفي منهم بعبارات واضحة مؤدية إلي المعنى وعلى المعلم أن يقوم بتصحيح عباراتهم  ، ثم يقوم المعلم بكتابة القاعدة على السبورة بخط واضح

خامسا : التطبيق
وهو الثمرة العملية للدرس وعن طريقه تُرسخ القاعدة في أذهان التلاميذ ، ويجب ألا يسرف المعلم في شرح القاعدة واستنباطها بحيث تستغرق الحصة كلها في شرح القاعدة ، بل يجب أن ينتقل المعلم إلي التطبيق بمجرد أن يطمئن إلي فهم الطلبة إياها والقواعد لا يكون لها الأثر المطلوب إلا بعد الإكثار من التطبيق عليها ويراعى عند التطبيق ما يلي : 
1) أن يتدرج من السهل إلي الصعب
2) أن تكون القطع والأمثلة المختارة فصيحة العبارة وسهلة التركيب.
3) أن تكون متنوعة ، فلا تكون في الإعراب وحده وأن تدعو التلاميذ إلي التفكير بشرط ألا تصل إلي درجة التعجيز
4) أن تكون الأمثلة والقطع خالية من التصنع والغموض وأن تكون صلتها قوية بجوهر المادة
والتطبيق نوعان : جزئي : وهو يأتي بعد القاعدة تستنبط قبل الانتقال إلي غيرها مثل التطبيق على جزم الفعل المضارع بعد  لم .  و تطبيق كلي : ويكون بعد الانتهاء من جميع القواعد التي شملها الدرس ويدور حول هذه القواعد جميعا مثل التطبيق على جزم الفعل المضارع بعد أدوات الجزم المختلفة وذلك في درس جزم الفعل المضارع .
والتطبيق أيضا نوعان : شفوي وكتابي
التطبيق الشفوي : وهذا النوع من التطبيق هو الذي يجب أن نكثر منه لنجعل مراعاة الطلاب لقواعد النحو راسخة كأنها تصدر عن سليقة وطبع  ويتم من خلال التطبيقات الشفوية الموجودة في الكتاب ويطلب منهم الإجابة عما فيها ،  كما يكون بتوجيه التلاميذ إلى مناقشة الأخطاء التي تقع منهم في دروس التعبير أو القراءة والغرض من التطبيق الشفوي يكمن في التالي:
1. وقوف المدرس على مواطن الضعف في تلاميذه في علاجه  ترسيخ القاعدة في أذهان التلاميذ .
2. تعويد التلاميذ النطق الصحيح والتعبير السليم يساعد في تشجيع التلاميذ ويشوقهم إلي درس القواعد ويحببها لهم ويثير المنافسة بين جميع تلاميذ الفصل
التطبيق الكتابي :    ويكون بكتابة أسئلة متنوعة على السبورة أو على بطاقات توزع على التلاميذ أو عن طريقة التدريبات  الموجودة في الكتاب والأفضل في دروس النحو والإملاء والبلاغة أن يقوم المعلم بصياغة فقرة  للدرس وتوزع على المجموعات في كروت أو أوراق عمل ( لكل مجموعة بعد تقسيمهم إلى مجموعات تعاونية متجانسة ) ليقوموا بتحليلها حسب القاعدة بحيث يحللها إلى جمل  ويعرب الكلمة المتعلقة بالدرس ويضبطها بالشكل ، وفي البلاغة يستخرج الصور الفنية والمحسنات ثم يبين نوعها ،،، وهكذا .والغرض من التطبيق الكتابي يتمثل في النقاط التالية :
1) أن يتعود الطلاب الاعتماد على النفس والاستقلال في الفهم والقدرة على التفكير والقياس والاستنباط
2) يربي في التلاميذ دقة الملاحظة وتنظيم الأفكار
3) يقف فيها المدرس على مستوى كل تلميذ بدقة
4) يثير المنافسة الشريفة بين التلاميذ ، بما يقدره المدرس لكل منهم من درجات تكون باعثا على الجد والنشاط .





استراتيجيات التعلم النشط المناسبة لدروس القراءة والنصوص الأدبية


بقلم أ. عبده الصمدي 
مدرب التعلم النشط وموجه مادة اللغة العربية - صنعاء - اليمن .

 يعتبر الكثير من المعلمين أن مادة اللغة العربية وبالأخص النصوص القرائية " الشعرية والنثرية " يعتبرونها مادة نظرية لا تتناسب مع فلسفة التعلم النشط ويرون أنهم غير قادرين على تدريسها باستخدام استراتيجيات التعلم النشط.
 وهذا غير صحيح فالمعلم المحترف والمبدع قادر على أن يجعل من حصص القراءة والنصوص حصصا نشطة وممتعة  مستخدما العديد من استراتيجيات التعلم النشط والتي منها الاستراتيجيات التالية : 

استراتيجية خارطة المفاهيم ( من خلال المجموعات التعاونية ) استراتيجية للفهم القرائي. 

التعليم التعاوني ( الجيكسو ) مجموعة الخبراء ( استراتيجية للفهم القرائي ) 

استراتيجية العصف الذهني والأسئلة الصحفية الستة ( استراتيجية تقويم )

استراتيجية السبب والدلائل والنتيجة .

استراتيجية مثلث الاستماع .

وهنا سأفصل الاستراتيجية الأولى والثانية كنموذج وبإمكانك البحث والاطلاع حول بقية الاستراتيجيات 

  أولاً: استراتيجية خارطة المفاهيم :

 والهدف منها تحقيق الفهم القرائي والتعليم التعاوني حيث يقسم المعلم الطلاب إلى مجموعات متجانسة ،  بحيث يقوم كل فرد في المجموعة بقراءة النص قراءة صامتة ، ثم يشترك مع أفراد مجموعته في تلخيص النص على شكل خارطة مفاهيم تدون في ورقة واحدة وتعرض على المعلم ليناقشها معهم بشرط ألا يحدد المعلم وقت النشاط وينتهي الجميع في نفس الوقت والمجموعة التي تتأخر تحسب لها نقطة خسارة وتتوقف عن النشاط مع الجميع ليبدأ بعدها اطلاع المعلم واعلانه للمجموعة التي لخصت كل أفكارالنص واتقنت رسم الخارطة وانتهت في الوقت المحدد بأنها المجموعة الفائزة ، ثم يقوم الطلاب بكتابتها في دفاترهم كملخص سبوري .
ملاحظة : يجب على المعلم أن يقوم بعمل خارطة مفاهيم للنص عند التحضير للدرس ويعرضها كمرجع  وهذه الاستراتيجية تستخدم في مرحلة القراءة الصامتة 

ثانياً: استراتيجية الفكرة الرئيسية والتفاصيل :

والهدف منها تحقيق الفهم القرائي أيضا ، وتطبق بطريقة فردية حيث يقوم الطلاب بقراءة النص قراءة صامتة متأنية بحيث يضع الطالب فكرة رئيسية لكل فقرة من فقرات النص ، لينتقل بعد ذلك المعلم والطلاب إلى القراءة الجهرية يبدأ المعلم بقراءة جهرية لكامل النص وبطريقة متقنة (يجب أن يتدرب عليها المعلم عند تحضير الدرس) ثم يأتي دور الطلاب حيث يقرأ كل طالب فقرة من النص ويأتي بالفكرة التي وضعها لهذه الفقرة فيدونها المعلم على السبورة ويناقش الطلاب حول الجوانب النحوية والإملائية والبلاغية مع تفسير المفردات في هذه الفقرة ... وهكذا حتى ينتهي من الدرس ويترك وقتا للطلاب لتدوينه في دفاترهم (غلق تربوي للحصة ) 

ملاحظة : في الدروس الطويلة على المعلم أن يقسم النص إلى حصتين مثلا  ويحدد عدد الفقرات التي سيدرسها في الحصة الأولى والفقرات التي سيناقشها في الحصة الثانية لكي يترك وقتا للطلاب.


طرق تدريس دروس القراءة و النصوص الأدبية

تسير طريقة التدريس للمادة المقروءة على النحو التالي :

أولاً : تقديم الدرس :  ( النص القرائي ) على شكل مادة مسموعة ( حية – مسجلة ) ثم تقرأ بإتقان من المعلم مراعياً في ذلك جودة النطق وضبط الحركات وطلاقة القراءة وتمثيل المعنى وسلامة الوقف . 

ثانيا :  القراءة الجهرية : يقوم الطلاب بالقراءة الجهرية للموضوع بإشراف المعلم وبشكل فردي . 

ثالثاً : تفسير المفردات وتسير وفق مرحلتين :
- المرحلة الأولى : يقوم بها المعلم بمشاركة الطلاب وتتمثل في تفسير معاني المفردات وضدها وجمعها ومصدر اشتقاقها ، والاشتقاق منها . 
- المرحلة الثانية :يقوم بها الطالب وذلك بأن يوظف هذه المفردات اللغوية في سياقات مشابهة للنص من واقعه.

رابعا : بالقراءة الصامتة : يقوم الطلاب بالقراءة الصامتة بغرض الفهم للنص المقروء وصياغة أفكار رئيسية للنص وأفكار فرعية وذلك باستخدام واحدة من استراتيجيات التعلم النشط .ومن خلال القراءة الصامتة يتحقق الفهم القرائي ويقوم الطلاب باستخراج تعميمات ونتائج يمكن تطبيقها في الواقع

خامساً : تحليل التراكيب ( نحويا – إملائياً –نحوياً – بلاغياً ) وذلك حسب ما درسه الطالب في النحو والإملاء والبلاغة ، كأن يقوم الطلاب باستخراج جمل فعلية وأخرى أسمية أو اساليب شرط ونداء وتعجب ، أو أساليب إنشائية وخبرية  أو صور بيانية .

 ملاحظة: يجب تقويم كل مرحلة بعد الانتهاء منها وتقديم التغذية الراجعة والفورية للطلاب.

سادسا : الغلق التربوي ويلخص فيه المعلم والطلاب ما  تم دراسته  في النص على شكل أفكار رئيسة ومفاهيم وتعميمات  شفهيا أو كتابيا. 

كيف تنفذ حصة ناجحة ..نصائح لا غنى عنها


عزيزي المعلم ....عزيزتي المعلمة
- الدرس الناجح لا يتحقق إلا بخطة ناجحة ولذا لا بد من التحضير الجيد والدقيق لكل خطوات ومراحل الحصة
- إذا كان درسك طويلا ويحتاج إلى أكثر من حصة اجعل لكل حصة تحضيرا.
- حدد الوقت المناسب لكل فقرة أو نشاط تمارسه في الحصة كي تستطيع استغلال وقتك وتتجنب العشوائية
- اختر طرق وأساليب واستراتيجيات التدريس المناسبة لكل درس .
- افتتح درسك بالتشويق ( موقف– قصة – صورة – فيديو – سؤال ثير للتفكير – مشكلة تحتاج إلى حل ) وذلك للتمكن من جذب انتباه الطلاب وإثارة تفكيرهم .
- بداية كل درس حاول أن تبين أهمية ما ستقدمه لطلابك من معارف ومهارات واربطها بواقعهم وميولهم
- نشط طلابك بأسئلة تثير مهارات التفكير العليا ( لماذا– كيف – حلل – ركب – صحح الخطأ – انقد الفكرة ـ قل رأيك– قارن بين – اطرح الحلول المناسبة )
- اكثر من التطبيقات خصوصا في دروس القواعد الإملائية والبلاغية والنحوية ، كذلك في دروس العلوم التطبيقية "الرياضيات والكيمياء والفيزياء " .
- شجع طلابك على تطبيق ما تعلموه في أنشطة إثرائية مرتبطة بالواقع لتطور مهاراتهم في المادة فمثلا معلم الرياضيات بعد الانتهاء من درس المستطيل أو المربع  يطلب من طلابه قياس زوايا غرفته وتدوينها في ورقة وتقديمه للمعلم
ومعلم اللغة العربية أو الإنجليزية يطلب منهم تطبيق ما تعلموه في دروس البلاغة من خلال كتابات إبداعية حرة... وهكذا .
- عود طلابك على التعاون فيما بينهم للحصول على المعلومات واتقان المهارات من خلال المجموعات التعاونية
- كن مبدعا وشجع طلابك على الإبداع وضع أمامهم دائما سؤال ( ماذا لو ... ؟ ).
- اجعل واجباتك مهام أدائية يقوم من خلالها الطلاب بالبحث والتدقيق والتطبيق في الواقع لكل ما تعلموه .
- كن ميسرا لا معسرا ، حفز طلابك بالعبارات الجميلة ( أحسنت – ممتاز – مبدع ..) واجتنب العبارات السلبية ( خطأ– أنت مهمل – أنت لا تفهم ...)
- لا تغادر الصف دون أن تغلق الحصة بملخص شفوي أو بجدول أو سبوري. حتى وإن لم تنته من درسك لخص ما أُخذ .
- احرص أن تقيم مدى اتقان طلاب لمهارات المادة وتوصلهم للمعارف المطلوبة ، ثم قدم التغذية الراجعة المناسبة