الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

قصيدة لا تشترٍ العبد إلا والعصا معه للمتنبي

المتنبي
هجاء المتنبي لكافور الاخشيدي 




المتنبي الذي أطلق عليه النقاد لقب ( مالئ الدنيا وشاغل الناس ) ، الشاعر المفتخر بنفسه والواثق بها ثقةً شديدة ، فر من بطش سيف الدولة الحمداني من دمشق إلى مصر ، وهناك أقام في بلاط ملكها كافور الإخشيدي الذي أساء ضيافة المتنبي ولم يكرمه بالقدر الذي كان يكرمه سيف الدولة الحمداني فضاق بذلك ذرعا وقرر الرحيل من مصر ، ولم يكن ذلك الرحيل سهلا على كافور الاخشيدي الذي تمنى ألا يرحل المتنبي لعلمه أنه سيهجوه بقصيدة تتناقلها العرب وتسقط هيبته ، بل وسيُعير بها مدى الدهر .

ومن المعلوم في كتب الأدب أن كافور الاخشيدي كان أسودا ضخم الجثة بخيلا كما وصفه المتنبي في هذه القصيدة . إلا أنه كان شديداً لا يسمح لأحد بمس كرامته وعرضه وملكه .

وبالرغم من ذلك فقد رحل المتنبي من مصر ولم يخف منه بل هجاه بقصيدة ( لا تشترِ العبد إلا والعصا معه ) سرعان ما سارت على ألسنة الركبان وتناقلته العرب جعلت من كافور الاخشيدي مضرب المثل في البخل وقبح الباطن والظاهر . ( سنضع نص القصيدة في نهاية المقال )

ولقد نقل بعض مؤرخي الأدب أن هذه القصيدة كانت سبباً في مقتل المتنبي بعد ذلك حيث غدر به كافور الإخشيدي وهو في طريق سفر له فقتله مع خادمه ، وهذا ما دفع بعض الأدباء بتسمية المتنبي بقتيل شعره . هذه الوقفة المختصرة مع القصيدة وضعتها بين أيديكم كي تستمتعوا بقراءتها وتتمكنوا من ربط أبياتها بوقائعها ، وإليكم أشهر هذه الأبيات  حيث يقول المتنبي :

لا تشـتَـرِ الـعَـبد إلا والـعَـصَـا مـعــه

.. إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجــاسٌ مَـنـاكــيــد

مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـنٍ

يُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ

وَلا تَوهـمـتُ أَن الـنـاس قَــدْ فُـقِـدُوا

.. وأًن مِـثْــلَ أَبـــي البـيـضـاءِ مَــوجــودُ

وأَنَّ ذَا الأَسْــوَدَ المَثْـقـوبَ مـشْـفَـرُهُ

.. تـطِـيـعُـهُ ذي الـعَـضـارِيـطُ الـرعـادِيــد

جَوعـانُ يأكـلُ مِـن زادي ويُمِسكُنـي

... لِـكَـي يُـقـالَ عَظِـيـمُ الـقـدرِ مَقـصُـودُ

وَيـلُـمِّـهـا خُــطَّـــةً وَيــلُـــم قـابـلِـهــا

.. لِمِثْـلِـهـا خُــلِــقَ المهريَّـةُالــقُــودُ

وعِندَهـا لَــذَّ طَـعْـم الـمـوتِ شـارِبُـهُ

.. إِن الـمَـنِـيَّـةَ عِــنْــدَ الــــذُلّ قِـنـديــدُ

مَن علَّـم الأسـودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة

... أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــــاؤهُ الـصِـيــدُ

أم أُذْنُــه فــي يــدِ النّـخَّـاسِ دامِـيــةً

... أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلـسَـيْـنِ مَـــردُودُ

أولَـــى الـلِـئــام كُـوَيـفـيـرٌ بِـمَـعــذِرَة

... فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَـعـض الـعُـذْرِتَفنِـيـدُ

  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق