المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف المقالح

أبوالطيب المتنبي شاعراً*

  الدكتور : عبدالعزيز المقالح   لا يعتريني أدنى شك في أن عنوان هذه التأملات سوف يثير مجموعة من أسئلة القراء المتابعين للشعر، وأن أول أسئلتهم سيكون: وما الجديد في حديث كهذا؛ فالمتنبي ليس شاعراً فحسب، بل هو أهم شعراء العرب على الإطلاق؟ وأنا أتفق معهم وأقول لا خلاف على مكانة المتنبي، لكن ما كتبه من شعر يتوزع بين الحكمة والنظم والشعر، فالعنوان إذاً يحاول لفت انتباه القراء إلى أن هذا البحث الموجز، الذي يشير العنوان إلى محتواه سيتناول هذا الجانب الأخير، وهو الشعر الذي يعطي للمتني صفه الشاعر لا صفة الحكيم أو الناظم المنطقي. وآمل أن أكون في هذه الإشارة التمهيدية قد تمكنت من توضيح حقيقة العنوان ودلالته، التي بدت غامضة بعض الشيء، وإذا كان شعر هذا المستوى عند المتنبي قليلاً فإنه عند الشعراء الآخرين يبدو أقل من القليل. ولا أنسى هنا الإشارة إلى أن ما دفعني إلى الاقتراب من هذا المنحى الشائك، هو تلك العبارة التي سادت في عصره وتواصل صداها إلى ما تلاه من عصور، وهي (أبو تمام والمتنبي حكيمان وإنما الشاعر البحتري)، وهي عبارة قطعية تسلب الشاعرين الكبيرين كل علاقة لهما بالشعر بمعناه الخاص والدقيق، ...

الإنسان يتحدى لكي يعيش د . عبدالعزيز المقالح

صورة
الإنسان يتحدى لكي يعيش د . عبدالعزيز المقالح  يذكرني حال الإنسان في مواجهته للمصاعب والعوائق بالأشجار تتساقط أوراقها وتجف أغصانها لكي تعود من جديد وقد أورقت واستقامت أغصانها، ولولا تلك الحالة التي تعرفها الأشجار من  التجدد والمقاومة لكانت قد اندثرت وتوقف نموّها من أول يوم يعتريها الذبول، ونستطيع من خلال المشاهدة العادية لهذه الأمثلة الواقعية أن نتبين أن التغيير ومقاومة التجمد سُنّة من سُنن الحياة، وسبيل إلى أن تظل الحياة -كما أسلفت- في حالة تجدد وتغيير. وتوحى الملاحظات السالفة بما يمتلكه الإنسان من طاقات وما تقتضيه حالُهُ من تحول دائم لا ثبات فيه ولا قرار،  ومثال الأشجار ليس سوى دليل واقعي من شأنه أن يثبت هذه الحقيقة التي لا تحتمل الشك ولا الريب. وكلما زادت التحديات التي نواجهها، زادت قدرتنا على المقاومة والتجدد، والشعوب التي ارتقت لم يكن لها ذلك لرغبتها في ذلك فقط، وإنما لأنها امتلكت من طاقات التجديد ما جعلها تصل إلى ذلك المستوى. وليس أمام شعوبنا للخروج من أزمات التخلف والفقر سوى التصميم على التحدي، وإلاَّ فإنها ستبقى على ما هي عليه، وسبق لي -في هذه الأحاديث– أ...