الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

ماذا قال الشعراء عن كورونا ؟!... مواقف طريفة وممتعة

كورونا الفيروس المرعب الذي ارهب العالم وجعله سجنا كبيرا ، بالاضافة إلى فتكه بحياة عشرات الآلاف من البشر وإصابته لما يقارب مليون شخص 
هذا الكائن المرعب شكل هاجسا لدى الكثير من الناس ومنهم الشعراء حيث كان ترك أثراً كبيراً في شعرهم 
فمن هؤلاء الشعراء من وقف موقفا ثوريا ضده واعتبره عدوا للحب فرفض تلك التحذيرات التي تدعو إلى ترك التقبيل. واللمس والجلوس بقرب المحبوب 
ومنهم الشاعر جبر بعداني " شاعر يمني " حيث قال 

‏‎‎ومفيرسون إلى النخاع ألّا ترى

كمّامتي ومعقّمي الملعونا؟!

أدري ولٰكنّي جُبلتُ على الهوى
فتقبّليني عاشقاً مجنوناً

أوليس أزكى أن يقال قتلتِني
من أن يقال ضحيّة الكورونا؟!

هي ضمّة لا غير أبرأ بعدها 
فلقد ألِفتُ عناقك المأمونا

وإذا انكسرتُ فلا يهمّ لأنّني
مازلتُ أحفظ شعركِ الموزونا

ومن هؤلاء الشعراء من أظهر موقفا متعقلا ودعا إلى نسيان الأشواق والحنين والاهتمام بشاغل العصر " كورونا " وتلك هي الشاعرة الأردنية " تالا الخطيب " 
 حيث قالت : 

‏لا وقت للأشواق قالت جدتي
الكلُّ منشغلٌ بما  شـغلونا

فانس الحنين ولا تفكر بالهوى 
واغسل يديك وحضّر الكمّونا

ستعودُ  أيام الجمال لحيّنـا 
وتعودُ ترعى ليلنا (الدّلـعونـا)

كما أن و شاعرتنا تالا تحسست من قول الكثير أن فيروس كورونا سببه كبار السن فقالت بلسان حالهم : 

‏أعاني من زماني ما أعاني
 وأتعبني المشيب وقد غزاني

وهل نابُ المنونِ يخيف كهلا 
يناجي الرب بالسبع المثاني 

لكم شكري وتقديري وحزنٌ
كفاكم قسوةً.... موتًا  كفاني 0‎‎

ويعود الشاعر جبر بعداني فيصف حواراً بينه وببن زوجته في الحجر المنزلي وهي تقوم بطبه كل ما لذ وطاب من الأطعمة بعد أن كان يشتاق لأطباقها الشهية فلا يجدها نظرا لانشغاله بالعمل خارج المنزل فيشكر كرونا الذي جعله يتمتع بهذه الأطباق الرائعة


فيقول : 
‏تفضّلْ  حبيبي إنّ أكلكَ جاهزٌ
ومن كلّ شَيْءٍ قد طبختُ صحونا

ولَم أدر ما تفسير صمتي للحظةٍ؟!
كأنّي بأعضائي خُلقن عيونا

خلوتُ إلى نفسي أحاول فهمها
لأسمعَ همساً دافئاً و حنونا

يقول  أدام الله نعمةَ وصلنا
فقلتُ أطال الله عُمر َ ( كـرونا )


شاعر آخر هو عبدالخالق الزهراني " شاعر خليجي" 
فقد اعتبر الدعوة إلى نظافة الأجساد وتعقيم الاماكن وغسل اليدين اعتبرها فرصة للدعوة إلى تطهير القلوب والعيش بحب فقال : 

‏عقِّمْ فؤادك قبل كفِّكَ إنّما 
يُنجيكَ طُهرُ القلبِ من نيرانِ
سِرُّ السلامةِ مضغةٌ بصدورنا 
و محَلُّ نظرةِ ربِّنا الرّحمنِ
كلُّ الشعائرِ لو فطنتَ توجّهتْ
للقلبِ تغسلُهُ من الأدرانِ


ثم يعود جبر بعداني فيذكر الجانب الإيجابي لفيروس كورونا في حياته حيث جعله يهنأ بالراحة من مشاورير العائلة والزوجة بالذات فيخاطبها قائلا : 

‏حتّى المشاوير قد صارتْ معلّقةً
فلتلزمي الدار عصر السبت والأحدِ

و وفّري كلّ ما كنّا سننفقهُ
على الثياب ليومٍ بالغ النكدِ

فإن شعرتِ بضيقٍ فالصلاة كما
جرّبتُها خير من يقضي على الكمدِ

أو اطْبخي أيّ شيء لم نذقه معاً
إشتقتُ جدّاً إلى طبْخاتِكِ الجُددِ


ثم يصف أنه قرر الابتعاد عن التقبيل بسبب كورونا فقال : 

‏ألم تقلْ ذات شعرٍ قُبلتي سوَرٌ
تُتلى ورشفة ريقي رقية الحسدِ ؟!

وإن كفّي التي زارتْكَ ذات هوىً
قد غسّلتْكَ بماء الثلج والبردِ ؟!

فقلتُ قبل كرونا كنتُ ذَا عوجٍ
والآن بعد كرونا عدتُ للرشدِ

شعراً بشعرٍ سنقضيها فلا تدعي
شيطانك الوغد يروي سيرة الجسدِ

‏قالتْ:كرونا؛ فقلتُ المنصف الأبدي
قَالَتْ تفشّى فقلتُ اسْتبعدي بلدي

قَالَتْ:سنفنى فقلتُ الله يرحمنا
قَالَتْ:جميعاً؛فقلتُ الخُلد للصمدِ

قَالَت وما الحل؟!قلتُ استعصمي أبداً 
بحبل ربّ البرايا الواحد الأحدِ

قَالت فديتُكَ قد طمْأنْتني ومضتْ
إلى عناقي ولٰكنّي رفعتُ يدي



‏إلى هنا وكفى ؛ عودي مدلّلتي 
معَ (الكرونا) تضيق الأمّ بالولدِ

سحقاً لهذا الهوى إن كان يحملنا 
نحو المشافي ويبلينا بكلّ ردّي 

"ردّي عليّ فؤادي" إنّني رجلٌ
كرهتُ نفسي لفرط الهمّ فابتعدي

فلستُ أرجو من الفتوى التي وردتْ
على لسانيَ إِلَّا أجرَ مجتهدِ !



لكن الشاعر جبر بعداني والذي دعا إلى الابتعاد عن التقبيل في زمن كورونا يعود فيدعو الشاعر فواز اللعبون " شاعر سعودي " 
يدعوه إلى عدم الإصغاء لما يقال من ترك القبل الأحضان مع الاحباب وبالأخص رشف الشفاة الجميلة فيقول : 

‏(فواز)  ليس الذي قد قيل يعنينا
قَبّلْ متى شئتَ إنّ الله حامينا 

مجنونةٌ من ترى في حضن عاشقها
عدوى وفي الحبّ ما يُشفي المحبّينا 

في ريق فاتنةٍ طابتْ مراشفها 
سرّ الدواء فقل للوصل آمينا

وإن يقال أصبنا بالجنون هوىً
فقد خُلقنا مجانيناً مجانينا
‎@Badanigabr
 وهو في الابيات السابقة يرد على الشاعر الدكتور فواز اللعبون الذي دعا إلى هجر حضن الحبيب ويشكو من أن نفسه تمنت احتضان محبوبه ولكنه تراجع خوفا من المرض 
فقال : 

‏‎أصبح الحضن سقاماً ومرض
بعد أن كان غراماً يُفترض

رحتُ من أجل عناقٍ واحدٍ
عند من صار حبيبي فرفض

فمددت الكف أرجو كفهُ
فاعتراه الخوف مني وركض

فارتضيت العزل قبل الملتقى
عله الهجر قريباً يُنتقض

هنا يمكننا القول بأننا من خلال رحلتنا مع الأبيات السابقة ندرك دور الشعر والادب التفاعل مع الأحداث باعتبار الشعر هو متنفس الإنسانية والمعبر عما يدور في خلدها من تناقضات، فمنهم من رفض الإجراءات الوقائية من كورونا ومنهم من اعتبرها مغالاة ومنهم من تعقل وخضع لها  والتزم بها وهذا هو الإجراء الصحيح والصائب حتى وإن كان له اثر وجداني ونفسي قاسٍ إلا أننا مرغمون على الالتزام به حيث لا خيار آخر سواه 

نسأل الله أن يعين البشرية على القضاء على عدوها المرعب ويبعده عنا وعن كل من نحب 

الإنسان يتحدى لكي يعيش د . عبدالعزيز المقالح

الإنسان يتحدى لكي يعيش
د . عبدالعزيز المقالح 

يذكرني حال الإنسان في مواجهته للمصاعب والعوائق بالأشجار تتساقط أوراقها وتجف أغصانها لكي تعود من جديد وقد أورقت واستقامت أغصانها، ولولا تلك الحالة التي تعرفها الأشجار من
 التجدد
والمقاومة لكانت قد اندثرت وتوقف نموّها من أول يوم يعتريها الذبول، ونستطيع من خلال المشاهدة العادية لهذه الأمثلة الواقعية أن نتبين أن التغيير ومقاومة التجمد سُنّة من سُنن الحياة، وسبيل إلى أن تظل الحياة -كما أسلفت- في حالة تجدد وتغيير. وتوحى الملاحظات السالفة بما يمتلكه الإنسان من طاقات وما تقتضيه حالُهُ من تحول دائم لا ثبات فيه ولا قرار،  ومثال الأشجار ليس سوى دليل واقعي من شأنه أن يثبت هذه الحقيقة التي لا تحتمل الشك ولا الريب.

وكلما زادت التحديات التي نواجهها، زادت قدرتنا على المقاومة والتجدد، والشعوب التي ارتقت لم يكن لها ذلك لرغبتها في ذلك فقط، وإنما لأنها امتلكت من طاقات التجديد ما جعلها تصل إلى ذلك المستوى. وليس أمام شعوبنا للخروج من أزمات التخلف والفقر سوى التصميم على التحدي، وإلاَّ فإنها ستبقى على ما هي عليه، وسبق لي -في هذه الأحاديث– أن أشرت إلى أن خلاصنا الاقتصادي والاجتماعي متوقف على ما نمتلكه من طاقة التحدي والرغبة الفاعلة في الخروج من دائرة الضعف، وما يرافقه من تراجع على أكثر من مستوى. 





ولا عيب إذا اقتدينا بالشعوب المتقدمة وحاولنا التدرج في تحدينا لما فرضته علينا الظروف القاهرة من استسلام وقبول بما لا يمكن الاستسلام له أو تقبله، وإذا كانت النفوس كباراً –كما قال الشاعر- تعبت في مرادها الأجسامُ؛ فمعنى ذلك باختصار أن كل شأن من شؤون الحياة لا يأتي سهلاً ولا يكون صدى لرغبة مؤقتة، وكل حالة من حالاتنا تقتضي جهداً وتستدعي حالة من التحفز والشعور العميق بالانطلاق. وإذا لم تكن الاستجابة كاملة لمثل هذا، فإننا –كما سبقت الملاحظة  أكثر من مرة- سنظل ندور في دائرة من الجمود والتراخي، ولن يتغير شيء مما بنا. هكذا تؤكد حقائق الحياة التي نمر بها وتمر بنا، ولا مفر للإنسان إن أراد أن يتقدم، أن يداوم على الحركة ويستمر في تحدي كل المعوقات التي تقف في طريقه، وأن لا يتوقف، ويواصل التغيير وإلاَّ سوف يبقى كما هو في تراجع مستمر، وتلك سنة الحياة: تُحرك المتحرك وتُجمد المتجمد.


والأفراد كالشعوب تماماً في الانصياع لسنة الحياة ومعوقاتها الداعية إلى الحركة ونبذ  الجمود، وكم من شعبٍ كانت حاله أسوأ من حالنا أدرك سنة الحياة وما تقتضيه من  حركة، فصار في المقدمة بعد أن كان في المؤخرة؛ ونحن نأمل أن نكون كذلك، تتقدم خطواتنا نحو الإمام ولا تتعثر بنا الخطوات كما تعثرت بنا في ماضينا وفي حاضرنا. ومن المؤكد، وقد أدركنا أسباب ضعفنا وتأخرنا، أن نكون قادرين على مواصلة السير إلى أن نتمكن من الخروج مما نحن فيه. وربما تكررت بعض العبارات في هذه الحديث أكثر مما يجب، ولكن طبيعة الظرف الذي نمر به، وحاجتنا إلى التغيير السريع، تقتضي مثل هذا التكرار، وأعود مرة ثانية فأذكر بيت الشعر الذي استعرضته سابقاً وهو لأبي الطيب المتنبي: 
"وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ"، 
فالتعب هنا هو الجهد المطلوب لمن أراد أن يتقدم ويقاوم ما يعانيه من ركود، ولا شيء يساعدنا على تجاوز هذه المتاعب مثل الاستمرار في التحدي ومواصلة السير على الطريق الذي أردناه ليقودنا إلى حيث نريد في أقل قدر من الوقت وأقل قدر من العناء، فلا شيء يأتي مجاناً وبلا مقابل. هكذا تقول سنة الحياة وطبيعة الأيام.
يذكرني حال الإنسان في مواجهته للمصاعب والعوائق بالأشجار تتساقط أوراقها وتجف أغصانها لكي تعود من جديد وقد أورقت واستقامت أغصانها، ولولا تلك الحالة التي تعرفها الأشجار من التجدد والمقاومة لكانت قد اندثرت وتوقف نموّها من أول يوم يعتريها الذبول، ونستطيع من خلال المشاهدة العادية لهذه الأمثلة الواقعية أن نتبين أن التغيير ومقاومة التجمد سُنّة من سُنن الحياة، وسبيل إلى أن تظل الحياة -كما أسلفت- في حالة تجدد وتغيير. وتوحى الملاحظات السالفة بما يمتلكه الإنسان من طاقات وما تقتضيه حالُهُ من تحول دائم لا ثبات فيه ولا قرار،  ومثال الأشجار ليس سوى دليل واقعي من شأنه أن يثبت هذه الحقيقة التي لا تحتمل الشك ولا الريب.
وكلما زادت التحديات التي نواجهها، زادت قدرتنا على المقاومة والتجدد، والشعوب التي ارتقت لم يكن لها ذلك لرغبتها في ذلك فقط، وإنما لأنها امتلكت من طاقات التجديد ما جعلها تصل إلى ذلك المستوى. وليس أمام شعوبنا للخروج من أزمات التخلف والفقر سوى التصميم على التحدي، وإلاَّ فإنها ستبقى على ما هي عليه، وسبق لي -في هذه الأحاديث– أن أشرت إلى أن خلاصنا الاقتصادي والاجتماعي متوقف على ما نمتلكه من طاقة التحدي والرغبة الفاعلة في الخروج من دائرة الضعف، وما يرافقه من تراجع على أكثر من مستوى. 
ولا عيب إذا اقتدينا بالشعوب المتقدمة وحاولنا التدرج في تحدينا لما فرضته علينا الظروف القاهرة من استسلام وقبول بما لا يمكن الاستسلام له أو تقبله، وإذا كانت النفوس كباراً –كما قال الشاعر- تعبت في مرادها الأجسامُ؛ فمعنى ذلك باختصار أن كل شأن من شؤون الحياة لا يأتي سهلاً ولا يكون صدى لرغبة مؤقتة، وكل حالة من حالاتنا تقتضي جهداً وتستدعي حالة من التحفز والشعور العميق بالانطلاق. وإذا لم تكن الاستجابة كاملة لمثل هذا، فإننا –كما سبقت الملاحظة  أكثر من مرة- سنظل ندور في دائرة من الجمود والتراخي، ولن يتغير شيء مما بنا. هكذا تؤكد حقائق الحياة التي نمر بها وتمر بنا، ولا مفر للإنسان إن أراد أن يتقدم، أن يداوم على الحركة ويستمر في تحدي كل المعوقات التي تقف في طريقه، وأن لا يتوقف، ويواصل التغيير وإلاَّ سوف يبقى كما هو في تراجع مستمر، وتلك سنة الحياة: تُحرك المتحرك وتُجمد المتجمد.


والأفراد كالشعوب تماماً في الانصياع لسنة الحياة ومعوقاتها الداعية إلى الحركة ونبذ  الجمود، وكم من شعبٍ كانت حاله أسوأ من حالنا أدرك سنة الحياة وما تقتضيه من  حركة، فصار في المقدمة بعد أن كان في المؤخرة؛ ونحن نأمل أن نكون كذلك، تتقدم خطواتنا نحو الإمام ولا تتعثر بنا الخطوات كما تعثرت بنا في ماضينا وفي حاضرنا. ومن المؤكد، وقد أدركنا أسباب ضعفنا وتأخرنا، أن نكون قادرين على مواصلة السير إلى أن نتمكن من الخروج مما نحن فيه. وربما تكررت بعض العبارات في هذه الحديث أكثر مما يجب، ولكن طبيعة الظرف الذي نمر به، وحاجتنا إلى التغيير السريع، تقتضي مثل هذا التكرار، وأعود مرة ثانية فأذكر بيت الشعر الذي استعرضته سابقاً وهو لأبي الطيب المتنبي: 
"وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ"، 
فالتعب هنا هو الجهد المطلوب لمن أراد أن يتقدم ويقاوم ما يعانيه من ركود، ولا شيء يساعدنا على تجاوز هذه المتاعب مثل الاستمرار في التحدي ومواصلة السير على الطريق الذي أردناه ليقودنا إلى حيث نريد في أقل قدر من الوقت وأقل قدر من العناء، فلا شيء يأتي مجاناً وبلا مقابل. هكذا تقول سنة الحياة وطبيعة الأيام.

الثلاثة الاذكياء .. ردود مسكتة


‌‌‎

من يجيد استخدام اللغة العربية ويمتلك مهارة تطويعها لصالح الفكرة التي يريد إيصالها إلى المتلقي يُسمى بليغا وهذه المهارات بحاجة إلى مستوى عالٍ من الذكاء والفراسة 
 





يقول أحد الأدباء أن الرجل البليغ قادر على تطويع اللغة في صالحه فهو إن أراد مدح الزهرة قال: وردة، وإن أراد تحقيرها قال: عشبة!

وإن أراد مدح اليرقة الطائرة قال: فراشة، 
وإن أراد تحقيرها قال: حشرة!

وقال شاعر قديم في مدح العسل وذمه:
تقول: هذا مُجَاجُ النحلِ تمدحُهُ
وإن تَذُمَّ فقل قيءُ الزنابيرِ

وفي هذه التدوينة أنقل لكم بعضاً من إجابات ذكية وبليغة اشتهرت في كتب الأدب وتناقلها الأدباء ووصوفها بالمدهشة والمسكتة 

١. الموظف المتقاعد 

يحكى أن متقاعدا سُئل عن كيفية قضاء وقته في بيته بعد تقاعده؟
فقال: حاليا أقوم بعمل معالجات مائية حرارية للمعادن والزجاج في بيئة مقيدة.
*طريقة وصف المتقاعد لعمله توحي بأنه مهندس يُجري تجارب معقدة في مختبره الخاص، والواقع أنه يقوم بغسل المواعين تحت رقابة زوجته المتسلطة تبا لها.


‌‎٢. قصة الحجاج والمرأة الخارجية

قيل : أتى الحجاج بامرأة من الخوارج ، فقال لأصحابة : ما تقولون فيها؟ قالوا : عاجلها بالقتل أيها الأمير . فقالت المرأة : لقد كان وزراء صاحبك خير من وزرائك يا حجاج .
قال الحجاج : ومن هو صاحبي؟ قالت : فرعون استشارهم في موسى فقالوا : أرجه وأخاه . 

٣. زوجة الفقير 

من طريف ما يروى في هذا السياق أن زوجة سُئلت عن عمل زوجها، فقالت:
هو القائم المفوَّض بجمع صدقات المسلمين.
طريقة وصف الزوجة لعمل زوجها توحي بأنه على مرتبة وزير، والواقع أن زوجها رجل مسكين يسأل الناس، ويعيش على صدقاتهم، والزوجة لم تكذب، لكنها وظفت براعتها اللغوية لتحسين عمل زوجها.

ذكاء وبديهة وحيلة القاضي إياس وحنكته


حيلة القاضي إياس مع الرجل الذي جحد الوديعة 
عُرف القاضي إياس بأنه أدهى قضاة العرب وأكثرهم حكمة وحيلة  وكان
يستخدم دهائه وحيلته في مقاضاته بين المتخاصمين لديه وسنذكر لكم واحدة من أشهر  القصص  والمواقف التي استخدم فيها القاضي إياس دهائه و روته كتب الأدب عنه حيث روي أنه في يوم من الأيام قصد رجل الحج فاستودع إنسانا مالا فلما عاد طلبه منه فجحده ، فأخبر بذلك القاضي إياسا ، فقال له القاضي: أعلم أنك جئتني؟ قال : لا ، قال :فعد إليّ بعد يومين ، ثم أن القاضي إياساً بعث إلى ذلك الرجل فحضر ، فقال له : اعلم أني قد تحصلتْ عندي اموال كثيرة لأيتام وودائع للناس وإني مسافر سفرا بعيداً وأريد أن اودعها عندك لما بلغني من أمانتك وتحصين منزلك ، فقال : حبا وكرامة .
فقال له القاضي اذهب وهيئ موضعا للمال وقوما يحملونه فذهب الرجل وجاء صاحب الوديعة ، فقال له القاضي إياس : اذهب إلى صاحبك فقل له ادفع لي مالي وإلا شكوتك للقاضي إياسٍ





فلما جاء دفع إليه ماله واعتذر إليه ، فأخذه فأتى إلى القاضي إياس وأخبره. 

ثم بعد ذلك أتى الرجل ومعه الحمالون لأخذ المال الذي قال عنه القاضي إياس ، فقال له القاضي - بعد أن أخذ الرجل ماله منه – بدا لي ترك السفر اذهب وشأنك لا كثّر الله من أمثالك .