من يجيد استخدام اللغة العربية ويمتلك مهارة تطويعها لصالح الفكرة التي يريد إيصالها إلى المتلقي يُسمى بليغا وهذه المهارات بحاجة إلى مستوى عالٍ من الذكاء والفراسة
يقول أحد الأدباء أن الرجل البليغ قادر على تطويع اللغة في صالحه فهو إن أراد مدح الزهرة قال: وردة، وإن أراد تحقيرها قال: عشبة!
وإن أراد مدح اليرقة الطائرة قال: فراشة،
وإن أراد تحقيرها قال: حشرة!
وقال شاعر قديم في مدح العسل وذمه:
تقول: هذا مُجَاجُ النحلِ تمدحُهُ
وإن تَذُمَّ فقل قيءُ الزنابيرِ
وفي هذه التدوينة أنقل لكم بعضاً من إجابات ذكية وبليغة اشتهرت في كتب الأدب وتناقلها الأدباء ووصوفها بالمدهشة والمسكتة
١. الموظف المتقاعد
يحكى أن متقاعدا سُئل عن كيفية قضاء وقته في بيته بعد تقاعده؟
فقال: حاليا أقوم بعمل معالجات مائية حرارية للمعادن والزجاج في بيئة مقيدة.
*طريقة وصف المتقاعد لعمله توحي بأنه مهندس يُجري تجارب معقدة في مختبره الخاص، والواقع أنه يقوم بغسل المواعين تحت رقابة زوجته المتسلطة تبا لها.
٢. قصة الحجاج والمرأة الخارجية
قيل : أتى الحجاج بامرأة من الخوارج ، فقال لأصحابة : ما تقولون فيها؟ قالوا : عاجلها بالقتل أيها الأمير . فقالت المرأة : لقد كان وزراء صاحبك خير من وزرائك يا حجاج .
قال الحجاج : ومن هو صاحبي؟ قالت : فرعون استشارهم في موسى فقالوا : أرجه وأخاه .
٣. زوجة الفقير
من طريف ما يروى في هذا السياق أن زوجة سُئلت عن عمل زوجها، فقالت:
هو القائم المفوَّض بجمع صدقات المسلمين.
طريقة وصف الزوجة لعمل زوجها توحي بأنه على مرتبة وزير، والواقع أن زوجها رجل مسكين يسأل الناس، ويعيش على صدقاتهم، والزوجة لم تكذب، لكنها وظفت براعتها اللغوية لتحسين عمل زوجها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق