الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

الشعراء الثلاثة .... والفتاة الحسناء " الجارية "


روى من أنه في ذات يوم اجتمع الشعراء الثلاثة أبو نواس ودعبل وأبو العتاهية في مجلس من مجالس الطرب فأقاموا فيه ثلاثة أيام.

 فلما كان اليوم الرابع انصرفوا يريدون منازلهم …فقال أبو العتاهية عند من نكون اليوم ؟؟؟؟؟ 

فقال أبو نواس: في كل منا فضيلة، فهيا نمتحن قرائحنا في الشعر فمن فاق أخوته كنا عنده .



 


وبينما هم يتحدثون أقبلت فتاة حسناء كأنها البدر المنير أو الشمس المضيئة مكللة بالزبرجد موشحه بالعسجد محلاة بالحلي الثمين والجواهر الغالية تهتز دلالا كأنها نشوى وليس بها من عيب كأنها قد تبرأت من العلل والنقائص.

 وكانت ترتدي ثلاثة أثواب من الحرير كل واحد أقصر من الأخر فالأعلى (الأول) أبيض،(الأوسط) أسود (الأسفل) أحمر

 فقال أبو النواس: الحمد لله الذي فتح لنا بهذا فليقل كل منا شعرا في ثوبها…


فقال أبو العتاهية في الثوب الأبيض:


تبدي في ثياب من بياض 

               بأجفان وألحاظ مراضِ
فقلتُ له: عبرت ولم تسلم 
                 وإني منك بالتسليم راضِ
تبارك من كسا خديك ورداً 
                 وقدك ميل أغصان الرياضِ
فقال نعم كساني الله حسنا 
             ويخلق ما يشاء بلا اعتراضِ
فثوبي مثل ثغري مثل نحري
           بياضٌ في بياضٍ في بياضِ

وقال دعبل في الثوب الأسود :


تبدي في السواد فقلت بدراً 

       تجلى في الظلام على العبادِ
فقلتُ له: عبرت ولم تسلم 
       وأشمت الحسود مع الأعادي
تبارك من كسا خديك ورداً 
            مدى الأيام دام بلا نفاذِ
فقال: نعم كساني الله حُسناً
              ويخلق مايشاء بلا عنادِ
فثوبك مثل شعرك مثل حظي   
                  سوادٌ في سوادٍ في سواد

وقال أبو نواس في الثوب الأحمر شعرا :


تبدى في قميص الورد يسعى 

            عذولي لا يلقب بالحبيب
فقلت من التعجب كيف هذا    
             لقد أقبلت في زيٍ عجيب
أحمرة وجنتيك كستك هذا   
            أم أنت صبغته بدم القلوب
فقال: الشمس أهدت لي قميصا   
             قريب اللون من شفق الغروب
فثوبي والمدام ولون خدي  
              قريبٌ من قريبٍ من قريب






فلما فرغوا من إنشادهم والجارية تصغي إليهم اقتربت منهم وقالت السلام عليكم فردوا عليها السلام بحفاوة وإجلال 

فقالت لهم لا بد من وقوفي على أمركم واطلاعي على أحوالكم لأعرف من أنتم وكيف انتهى بكم الحال إلى آخر ما سمعت من إنشادكم فاخبروها القصة.
 فقالت لقد أجاد صاحبكم وأشارت على أبي نواس ...وسارت لشأنها بعد أن تركتهم في حيرة من أمرهم.

كن بلسما #أبوماضي

كن بلسماً
يليا أبو ماضي (شاعر لبناني )
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ** وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزه ** لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا ** أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ **أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ ** بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما **إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ، ** عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
***
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا **لولا شعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا ** وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ **والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ **بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها ** زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ ** لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه **ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ ** المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم** مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه **وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
***

صنعاء تحت قصف المجاعة شعر : #المقالح




#شعر

أحدث قصيدة للشاعر عبد العزيز المقالح

صنعاء تحت قصف المجاعة

أمقبُرة ٌ هذهِ

أم مدينة؟

لا ماء فيها

ولا خبز،

لا دفء...

يا وحدها

لم يعد أحدٌ يتذكرها

أو يراها

بعد أن دخلتْ

زمن المحرقة ْ

* * *

آه صنعاء

يا بيتنا وحديقتنا

هل شهدتِ زماناً كهذا

يخاف به الظلُ

من ظله،

والقصيدة ُ من صوتها

وتفرُ الشوارع من بعضها؟!

زمناً تتلوى عقاربه

تتكسّر تحت سياط المجاعةِ

والفتنةِ المخجلة ْ

* * *

تتساءل اكامُها

والجبال المطلةُ:

ما للشوارع خاليةُ

والشبابيكُ مقفلة ٌ

والأذان تجمّد فوق

المآذن؟

ما هكذا هي صنعاء

تلك التي كان لا بد منها

وإن أرهقت عاشقيها

وطال إليها السفر.

* * *

تحت قصف المجاعة

ترقدُ صنعاء مبعثرة

تتسول خبزاً لأحفادها

وحفيداتِها

أغلق الشرقُ أبوابَهُ

أغلق الغربُ أبوابَهُ

يا إله السماوات

لم يبق يا سيدي مشرعاً

غير بابك...

باب السماء.

* * *

دعوني لحزني

وخوفي

فما عدتُ أذكر مَن كنتُ

مَن سأكون

فقد أفقدتني الحروبُ "أناي"

وأسمي.

سلبتني هوايَ وشعري

وذاكرتي

تركتني حطاماً بلا حلم ٍ

وبلا ذاكرهْ.

* * *

إنه زمنُ الليل

لا شمسَ تمسحُ بالضوءِ

عتمة أرواحنا

لا نهارَ يمدُ يديه لصنعاء

يمضى بها خطوة ً خطوة ً

لتعود إلى ذاتها

وتنش الذباب الذي يتجمع

حول الشفاه

وفوق الجبين النقيّ

وينهش في المقلِ

الساحرات.




https://t.me/arbicTeacherAlsamadi

شتائية _ شعر : عبدالله البردوني




يقول البردوني في هذه القصيدة (شتائية) وهي من ديوانه:
(ترجمة رملية لأعراس الغبار):




الــبــرد أبــــرد مـــــا يــكـــون
والـلـيـل أسـهــد مــــا يــكــون





وأشـذ مـن شبـق الـرصـاص
ومــــن غــرابـــات الـمــنــون





ماذا هنا غير الدجى المشبوه
وحـــــشـــــي الـــســــكــــون؟





يـــبــــدي ثـــلاثــــة أوجــــــــهٍ
ويــــمـــــد آلاف الـــــذقـــــون





كشـيـوخ (يـاجــوجٍ)، كـسـيـف
(الشـمـر) كالسـقـف الـهـتـون





وكـــأن كــــل دقـيـقــةٍ، تــبــدو
مــــلايــــيــــن الــــــقـــــــرون





كـــــل الــكــواكــب لا تــــــدور
وكـــــــل ثــانــيـــةٍ حــــــــرون





وكــــــأن فـــــــوق مــنــاكـــب
اللحـظـات، جــدران السـجـون





الــبــرد يـسـتـرخــي كـأفـيـلــةٍ
حــطـــيـــمـــات الـــمــــتــــون





يـنــســل، يـسـتـشــري، لــــــه
فــــي كــــل زاويــــة شــئــون





ومـفـاصـل الأكـــواخ تـرســف
تـــحـــت أحـــذيـــة الــغــبــون





والــحــلــم يــلــبــس مـــديــــةً
والـطـيــف يــزفــر كــالاْتـــون





فتمـوت (صنـعـا) وهــي تـوقـد
-فـــوق جبهـتـهـا- (الـنـيــون)





ويـــقـــال: تـــولـــم لـــلـــردى
وتصـوغ مـن دمهـا الصحـون





والـلـيــل يـبــتــدع الـتـهـاويــل
الــغـــريـــبـــات الـــفــــنــــون





ويـرهــل الـمـذيـاع حـشـرجــة
يــســمــيـــهـــا الــــلــــحــــون





كـهــوى الـمـراهــق يـغـتـلـي
ويــــــئـن مــــثـل الحـيـزبــــون-1





والـــصـــمـــت يـســتــقــصــي
كأسـئـلـةٍ قـريـحـات الـجـفــون





تــصـــفـــر أوردة الـــــــــرؤى
تــســود وســوســة الـظـنــون





تـثــب الـعـيـون بــــلا وجــــوهٍ
والـــوجـــوه بــــــلا عـــيـــون





فـتـخــاف جــــدران الـمـديـنــة
أن يـــفـــيــــق الــمـــيـــتـــون





الـــنـــوم مــتــهــم، ومــتــهــم
ســـهــــادك يــــــــا جــــنــــون





والــحـــب مـتــهــم، ومـتــهــم
أســــــى الــقــلــب الــحــنــون



والـصــــوت يحـتـرف الخـيـــانـة
والـسـكــوت كــمـــن يــخـــون




حـــتـــى الـــجـــذور مـــدانــــة
بــذنــوب إنــجــاب الـغـصــون




حــتـــى الـصــخــور، لأنـــهـــا
كـانـت (لــذي يــزن) حـصــون

أروع قصة في الأدب العربي القديم

من روائع القصص.                  1

وما طردناك من بخل و لا قلل!!
لكن خشينا عليك وقفة الخجل!!

قصة رائعه...
من يقرأها
يستلذ بروعة ختامها
من شعر رائع،
ولن تفهمها إلا إذا قرأت أولها..

كان فيما مضى شاب ثري ثراءاً عظيماً، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت، وكان الشاب يؤثر على اصدقائه ايما إيثار، وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له.
ودارت الأيام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقاراً شديداً فقلب الشاب أيام رخائه ليبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم أن أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه، وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد أثرى ثراء لا يوصف وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال،فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله
فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم،
فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه
وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيداً عن الوفاء..
وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض. ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا.وقريباً من دياره
صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء ، فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده،فقال لهم أنه أبي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير
وقالوا له أن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فاخرجوا كيسا كبيراً قد ملئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع ..
ولكن تساءل أين اليوم من يشتري المرجان فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.
مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف إمرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير،
فقالت له يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم، فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث فقالت أي أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها.
فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم المطلب فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير.
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق
الذي ما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين
من الشعر بيد صديق جاء فيهما:
صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين افلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات كتب على
ورقة ثلاثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها:
أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا الا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت أنت أخي بل منتهى املي
وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل!

يالروعة القصة ويالها من خاتمة مدهشة وكلما عدت القصة اعجبتني جدا وإن رويتها للغير اعجبتهم جدا فاخترتها لتكون فاتحة روائع القصص .

والقصة هذه لمن كان من أهل المال لاتنسى أن تكرم اصحابك فالايام دول والاحوال تتغير .
وهي لمن كان فقيرا فاغناه الله عز وجل اقول له تفقد من صحبك ايام فقرك وتلمس حاجاتهم بل تلمس اصحاب والدك فهذا من بره . وفي القصة كفاية للجميع .

قصيدة طيف الخيال . شوقاً لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم للشاعر عبد الرحيم البرعي




طيفُ الخيالِ منَ النيابتينِ سرى

إلى الحجازِ فوافى مضجعي سحرا

سرى على بعدِ دارينا ينمُّ بهِ

روحُ النسيمِ فيهدي منهلاً عطرا
فكمْ وكمْ جازَ منْ سهلٍ ومنْ جبلٍ
و منْ وعورٍ إلى أمِّ القرى وقرى
أفديهِ منْ زائرٍ ما زارني أبداً
و ذاكرٍ ما نسى ودي ولا ذكرا
وحاضرٍ نصبَ عيني وهوَ مبتعدٌ
عني فما غابَ عنْ عيني ولا حضرا
ليتَ الأراكَ التي مرَّ النسيمُ بها
تدري بشكواىَ بلْ ليتَ النسيمُ جرى
ما صبرُ صبٍ لهُ في كلِّ جارحة ٍ
جرحٌ أعادَ عليهِ صبرهُ صبرا
و طالما هاجتِ الشكوى لهُ شجناً
فذكرتهُ زماناً مرَّ فادكرا
منْ لي بطفلينِ منْ خلفي كأنهما
زغبُ القطا إذ عدمنَ الماءَ و الشجرا
فارقتُ ريحانتي قلبي وما رضيتْ
نفسي الفراقَ ولا اخترتُ النوى بطرا
و لمْ يكونا حبيبينِ افتقدتهما
في غربتي بلْ فقدتُ السمعَ و البصرا
هما وديعة ً منْ يرعى ودائعهُ
و منْ يرى وهو دانى القربِ ليسَ يرى
في ذمة ِ اللهِ محفوظانِ أسألهُ
يكفيهما المكرَ والمكروهَ و الضررا
يا قطعة ً منْ فؤادي إنْ عتبتَ فما
جفاكَ والدكَ النائي  ولا هجرا
و إنما هي أحكامٌ مقدرة ٌ
موصولة ٌ بقضاءٍ سابقٍ قدرا
لا كانتِ الريحُ أنْ تبدي لنا خبراً
منَ المحبينَ أو تهدي لهمْ خبرا
حسبي منَ الوجدِ أني ما ذكرتهمُ
إلاَّ تكفكفَ ماءُ العينِ وانحدرا
رحلتُ عنهمْ غداة َ البينِ منْ برعٍ
و في الحشا لهبُ النيرانِ مستعرا
و سرتُ والشوقُ يطويني وينشرني
موصلاً بهجير بين سرى
حتى انتهيتُ إلى الميقاتِ في زمرٍ
منْ وفدِ مكة َ يا طوبى لها زمرا
ثمَّ اغتسلنا وأحرمنا وسارَ بنا
حادي المطيِّ  يخوضُ الهولَ و الخطرا
و لمْ أزلْ رافعاً صوتي بتلبيتي
معَ الملبّينَ ممنْ حجَّ واعتمرا





حتى أناختْ مطايانا بذي كرمٍ

لكلِّ وفدٍ لديهِ زلفةً و قرى

منْ ريفِ رأفة ِ ربِّ الحجرِ والحجرَ ال

ميمونِ لما وصلنا الحجرَ و الحجرا
طفنا القدومَ وصلينا لندركَ ما
رمنا وجئنا بركنِ السعيِ إنْ شكرا
ثمَّ اطمأنَّ بنا التعريفُ بعد اذاٍ
في موقفٍ جمعَ الساداتِ و الكبرا
و في المفيضينَ عدنا حينَ تمَّ لهمْ
رمى ُ الجمارِ وهاجَ النفرُ منْ نفرا
حجوا وراحوا يزورونَ ابنَ آمنة ٍ
وعدتُ في الفرقة ِ الجافينَ منتظرا
عسى لطائفُ ربي أن تبلغني
قبراً يقرُّ بعيني رايهُ نظرا
قبرا بطيبة َ يسمو نورهُ صعداً
فيخجلُ النيرينِ الشمسَ و القمرا
حيثُ الكراماتِ والآياتِ ظاهرة ً
لمنْ حوى الفخرَ تعظيماً ومفتخرا
و حيثُ مهبطُ جبريلٍ ومصعده
يتلو على أحمدَ الآياتِ والسورا
فردُ الجلالة ِ فردُ الجودِ مكرمة ً
فردُ الوجودِ عنِ الأشباهِ و النظرا
أعلى العلا في العلا قدراً وأمنعهم
داراً وجاراً واسمى ً في السماءِ ذرى
سرُّ السرارة ِ لبُّ اللبِّ منتخبٌ
منْ هاشمٍ خيرُ مدفون بخيرِ ثرى
هداية ُ اللهِ في الدنيا وصفوتهُ
فيها وخيرتهُ ممن ذرا وبرا
إذ كانَ في الكونِ موجوداً وآدمُ في
ماءٍ وطينٍ حماءٍ لمْ يكنْ بشرا
نبوة ٌ قبل َ خلق ِ الخلق ِ سابقة ٌ
إنَّ الإمامَ أمامٌ والوراءُ ورا
السهلة ُالسمحة ُ الغراءُ ملتهُ
و آله ُ الطيبونَ السادة ُالغررا
أتى وأمتهُ العمياءُ قدْ حملتْ
إصراً فخففَ أثقالاً وحلَّ عرا
على شفا جرفٍ هارٍ فأنقذها
لما أقالَ بحسنِ البشرِ منْ عثرا
و قامَ يتلو منَ التنزيلِ معجزة ً
تمحو الأناجيلَ والتوراة َ والزبرا
ديناً قويماً أحلَّ الطيباتِ لنا
لا دينَ منْ سيبَ الأنعامَ أو بحرا
و حرمَ الدمَ والميتاتِ محكمهُ
و  ما أهلَّ لغيرِ اللهِ أوْ نذرا
يكفيكَ أنَّ الفتى المكى َّ طلعته
في ظلمة ِ الشركِ بدراً ساطعاً ظهرا
فقلْ لمنْ لمْ يحطْ علماً برفعتهِ
على النبيينَ سلْ منْ قدْ قرا ودرا
يس فيهِ وطس امتداحُ علاً
و الطورُ والنورُ والفرقانِ والشعرا


كمْ عاندتهُ قريشٌ وهي عالمة ٌ


بأنهُ خيرُ منْ فوقَ الثرى بشرا

و كمْ رعى بالتعني حقَّ حرمتهم

متابعاً فيهمُ التحذيرَ و النذرا

يلقى المسيئينَ بالحسنى كعادتهِ

و يوسعُ المذنبينَ العفوَ مقتدرا

لما غدا واعظاً صموا فخاطبهمْ

بالسيفِ بأساً فلبوا السيفَ إذ شهرا
و سن غاراتهِ في كلِّ ناحية ٍ
و قامَ للهِ والإسلامِ منتصرا
بفتية ٍ منْ قريشِ الأبطحينِ ومنْ
أبناءِ قيلة َ أهلِ الدار أسدِ شرا
قوماٌ أقاموا حدودَ اللهِ وابتدروا
ظلَّ السيوفِ ليعطوا أجرَ منْ صبرا
و أخلصوا دينهمْ للهِ واعتصموا
باللهِ و امتثلوا للهِ ما أمرا
باعوا نفائسهمْ منهُ وأنفسهم
بجنة ِ الخلدِ بيعاً رابحاً فشرى
و دمروا كلَّ باغٍ عزَّ جانبهُ
بالسيفِ حتى استباحوا البدو و الحضرا
محبة ٌلنبيٍّ بينَ أظهرهمْ
غدا بهِ الدينُ في الآفاقِ مشتهرا
مباركُ الوجهِ يستسقى الغمامُ بهِ
غوثُ الأراملِ والأيتامِ و الفقراء
كهفُ المرجينَ كنزُ السائلينَ إذا
غبرُ السنينَ كمتْ أنوارها المطرا
يا رحمة َ اللهِ حفى روحهُ أبداً
عنى و ظلى  و بيتى حيثما قبرا
هدية ً منْ أسيرِ الذنبِ مرتجياً
أنْ يطلقَ اللهُ بالغفرانِ منْ أسرا
إليكَ يا صاحبَ الجاهِ العريضِ رمتْ
بيَ الأمانيُّ والباعُ الذي قصرا
مستعدياً منْ زمانٍ لا نصيرَ بهِ
يرجى سواكَ ولا ملجا ولا وزرا
أرجو السعادة َ في الدارينِ جائزة ً
لأحرفٍ فيكَ مني تشبهُ الدررا
فاعطفْ حنانا على عبدِ الرحيمِ ومنْ
يليهِ باللطفِ حتى يبلغَ الوطرا
فأنتَ مالي و مأمولي ومعتمدي
و حجتي يومَ ألقى اللهُ معتذرا
لعلَّ ظلَّ لواءِ الحمدِ يشملني
معَ الحبيبِ إذا النارُ ارتمتْ شررا
مني عليكَ تحياتٌ مباركة ٌ
تنمو فتستغرقُ الآصالَ والبكرا
ما لاحَ زهرُ الرياضِ الخضرِ الغر مبتسماً
أو عانقَ الريحُ غصناً مائساً خضرا
تخصُّ أرواحَ قومٍ هاجروا معهُ
و التابعينَ ومنْ آوى ومنْ نصرا
موصولة ٌ بسلام ِ الله ِ دائمة ٌ
ما البرقُ منْ علوياتِ الحجازِ سرى

حمل القصيدة ... صوت يهز المشاعر الاستاذ المحب على محمد سايمان البرعي ..اضغط هنا