يقول البردوني في هذه القصيدة (شتائية) وهي من ديوانه:
(ترجمة رملية لأعراس الغبار):
الــبــرد أبــــرد مـــــا يــكـــون
والـلـيـل أسـهــد مــــا يــكــون
وأشـذ مـن شبـق الـرصـاص
ومــــن غــرابـــات الـمــنــون
ماذا هنا غير الدجى المشبوه
وحـــــشـــــي الـــســــكــــون؟
يـــبــــدي ثـــلاثــــة أوجــــــــهٍ
ويــــمـــــد آلاف الـــــذقـــــون
كشـيـوخ (يـاجــوجٍ)، كـسـيـف
(الشـمـر) كالسـقـف الـهـتـون
وكـــأن كــــل دقـيـقــةٍ، تــبــدو
مــــلايــــيــــن الــــــقـــــــرون
كـــــل الــكــواكــب لا تــــــدور
وكـــــــل ثــانــيـــةٍ حــــــــرون
وكــــــأن فـــــــوق مــنــاكـــب
اللحـظـات، جــدران السـجـون
الــبــرد يـسـتـرخــي كـأفـيـلــةٍ
حــطـــيـــمـــات الـــمــــتــــون
يـنــســل، يـسـتـشــري، لــــــه
فــــي كــــل زاويــــة شــئــون
ومـفـاصـل الأكـــواخ تـرســف
تـــحـــت أحـــذيـــة الــغــبــون
والــحــلــم يــلــبــس مـــديــــةً
والـطـيــف يــزفــر كــالاْتـــون
فتمـوت (صنـعـا) وهــي تـوقـد
-فـــوق جبهـتـهـا- (الـنـيــون)
ويـــقـــال: تـــولـــم لـــلـــردى
وتصـوغ مـن دمهـا الصحـون
والـلـيــل يـبــتــدع الـتـهـاويــل
الــغـــريـــبـــات الـــفــــنــــون
ويـرهــل الـمـذيـاع حـشـرجــة
يــســمــيـــهـــا الــــلــــحــــون
كـهــوى الـمـراهــق يـغـتـلـي
ويــــــئـن مــــثـل الحـيـزبــــون-1
والـــصـــمـــت يـســتــقــصــي
كأسـئـلـةٍ قـريـحـات الـجـفــون
تــصـــفـــر أوردة الـــــــــرؤى
تــســود وســوســة الـظـنــون
تـثــب الـعـيـون بــــلا وجــــوهٍ
والـــوجـــوه بــــــلا عـــيـــون
فـتـخــاف جــــدران الـمـديـنــة
أن يـــفـــيــــق الــمـــيـــتـــون
الـــنـــوم مــتــهــم، ومــتــهــم
ســـهــــادك يــــــــا جــــنــــون
والــحـــب مـتــهــم، ومـتــهــم
أســــــى الــقــلــب الــحــنــون
والـصــــوت يحـتـرف الخـيـــانـة
والـسـكــوت كــمـــن يــخـــون
حـــتـــى الـــجـــذور مـــدانــــة
بــذنــوب إنــجــاب الـغـصــون
حــتـــى الـصــخــور، لأنـــهـــا
كـانـت (لــذي يــزن) حـصــون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق