كورونا الفيروس المرعب الذي ارهب العالم وجعله سجنا كبيرا ، بالاضافة إلى فتكه بحياة عشرات الآلاف من البشر وإصابته لما يقارب مليون شخص
هذا الكائن المرعب شكل هاجسا لدى الكثير من الناس ومنهم الشعراء حيث كان ترك أثراً كبيراً في شعرهم
فمن هؤلاء الشعراء من وقف موقفا ثوريا ضده واعتبره عدوا للحب فرفض تلك التحذيرات التي تدعو إلى ترك التقبيل. واللمس والجلوس بقرب المحبوب
ومنهم الشاعر جبر بعداني " شاعر يمني " حيث قال
أدري ولٰكنّي جُبلتُ على الهوى
فتقبّليني عاشقاً مجنوناً
أوليس أزكى أن يقال قتلتِني
من أن يقال ضحيّة الكورونا؟!
هي ضمّة لا غير أبرأ بعدها
فلقد ألِفتُ عناقك المأمونا
وإذا انكسرتُ فلا يهمّ لأنّني
مازلتُ أحفظ شعركِ الموزونا
ومن هؤلاء الشعراء من أظهر موقفا متعقلا ودعا إلى نسيان الأشواق والحنين والاهتمام بشاغل العصر " كورونا " وتلك هي الشاعرة الأردنية " تالا الخطيب "
حيث قالت :
لا وقت للأشواق قالت جدتي
الكلُّ منشغلٌ بما شـغلونا
فانس الحنين ولا تفكر بالهوى
واغسل يديك وحضّر الكمّونا
ستعودُ أيام الجمال لحيّنـا
وتعودُ ترعى ليلنا (الدّلـعونـا)
كما أن و شاعرتنا تالا تحسست من قول الكثير أن فيروس كورونا سببه كبار السن فقالت بلسان حالهم :
أعاني من زماني ما أعاني
وأتعبني المشيب وقد غزاني
وهل نابُ المنونِ يخيف كهلا
يناجي الرب بالسبع المثاني
لكم شكري وتقديري وحزنٌ
كفاكم قسوةً.... موتًا كفاني 0
ويعود الشاعر جبر بعداني فيصف حواراً بينه وببن زوجته في الحجر المنزلي وهي تقوم بطبه كل ما لذ وطاب من الأطعمة بعد أن كان يشتاق لأطباقها الشهية فلا يجدها نظرا لانشغاله بالعمل خارج المنزل فيشكر كرونا الذي جعله يتمتع بهذه الأطباق الرائعة
فيقول :
تفضّلْ حبيبي إنّ أكلكَ جاهزٌ
ومن كلّ شَيْءٍ قد طبختُ صحونا
ولَم أدر ما تفسير صمتي للحظةٍ؟!
كأنّي بأعضائي خُلقن عيونا
خلوتُ إلى نفسي أحاول فهمها
لأسمعَ همساً دافئاً و حنونا
يقول أدام الله نعمةَ وصلنا
فقلتُ أطال الله عُمر َ ( كـرونا )
شاعر آخر هو عبدالخالق الزهراني " شاعر خليجي"
فقد اعتبر الدعوة إلى نظافة الأجساد وتعقيم الاماكن وغسل اليدين اعتبرها فرصة للدعوة إلى تطهير القلوب والعيش بحب فقال :
عقِّمْ فؤادك قبل كفِّكَ إنّما
يُنجيكَ طُهرُ القلبِ من نيرانِ
سِرُّ السلامةِ مضغةٌ بصدورنا
و محَلُّ نظرةِ ربِّنا الرّحمنِ
كلُّ الشعائرِ لو فطنتَ توجّهتْ
للقلبِ تغسلُهُ من الأدرانِ
ثم يعود جبر بعداني فيذكر الجانب الإيجابي لفيروس كورونا في حياته حيث جعله يهنأ بالراحة من مشاورير العائلة والزوجة بالذات فيخاطبها قائلا :
حتّى المشاوير قد صارتْ معلّقةً
فلتلزمي الدار عصر السبت والأحدِ
و وفّري كلّ ما كنّا سننفقهُ
على الثياب ليومٍ بالغ النكدِ
فإن شعرتِ بضيقٍ فالصلاة كما
جرّبتُها خير من يقضي على الكمدِ
أو اطْبخي أيّ شيء لم نذقه معاً
إشتقتُ جدّاً إلى طبْخاتِكِ الجُددِ
ثم يصف أنه قرر الابتعاد عن التقبيل بسبب كورونا فقال :
ألم تقلْ ذات شعرٍ قُبلتي سوَرٌ
تُتلى ورشفة ريقي رقية الحسدِ ؟!
وإن كفّي التي زارتْكَ ذات هوىً
قد غسّلتْكَ بماء الثلج والبردِ ؟!
فقلتُ قبل كرونا كنتُ ذَا عوجٍ
والآن بعد كرونا عدتُ للرشدِ
شعراً بشعرٍ سنقضيها فلا تدعي
شيطانك الوغد يروي سيرة الجسدِ
قالتْ:كرونا؛ فقلتُ المنصف الأبدي
قَالَتْ تفشّى فقلتُ اسْتبعدي بلدي
قَالَتْ:سنفنى فقلتُ الله يرحمنا
قَالَتْ:جميعاً؛فقلتُ الخُلد للصمدِ
قَالَت وما الحل؟!قلتُ استعصمي أبداً
بحبل ربّ البرايا الواحد الأحدِ
قَالت فديتُكَ قد طمْأنْتني ومضتْ
إلى عناقي ولٰكنّي رفعتُ يدي
إلى هنا وكفى ؛ عودي مدلّلتي
معَ (الكرونا) تضيق الأمّ بالولدِ
سحقاً لهذا الهوى إن كان يحملنا
نحو المشافي ويبلينا بكلّ ردّي
"ردّي عليّ فؤادي" إنّني رجلٌ
كرهتُ نفسي لفرط الهمّ فابتعدي
فلستُ أرجو من الفتوى التي وردتْ
على لسانيَ إِلَّا أجرَ مجتهدِ !
لكن الشاعر جبر بعداني والذي دعا إلى الابتعاد عن التقبيل في زمن كورونا يعود فيدعو الشاعر فواز اللعبون " شاعر سعودي "
يدعوه إلى عدم الإصغاء لما يقال من ترك القبل الأحضان مع الاحباب وبالأخص رشف الشفاة الجميلة فيقول :
(فواز) ليس الذي قد قيل يعنينا
قَبّلْ متى شئتَ إنّ الله حامينا
مجنونةٌ من ترى في حضن عاشقها
عدوى وفي الحبّ ما يُشفي المحبّينا
في ريق فاتنةٍ طابتْ مراشفها
سرّ الدواء فقل للوصل آمينا
وإن يقال أصبنا بالجنون هوىً
فقد خُلقنا مجانيناً مجانينا
@Badanigabr
وهو في الابيات السابقة يرد على الشاعر الدكتور فواز اللعبون الذي دعا إلى هجر حضن الحبيب ويشكو من أن نفسه تمنت احتضان محبوبه ولكنه تراجع خوفا من المرض
فقال :
أصبح الحضن سقاماً ومرض
بعد أن كان غراماً يُفترض
رحتُ من أجل عناقٍ واحدٍ
عند من صار حبيبي فرفض
فمددت الكف أرجو كفهُ
فاعتراه الخوف مني وركض
فارتضيت العزل قبل الملتقى
عله الهجر قريباً يُنتقض
هنا يمكننا القول بأننا من خلال رحلتنا مع الأبيات السابقة ندرك دور الشعر والادب التفاعل مع الأحداث باعتبار الشعر هو متنفس الإنسانية والمعبر عما يدور في خلدها من تناقضات، فمنهم من رفض الإجراءات الوقائية من كورونا ومنهم من اعتبرها مغالاة ومنهم من تعقل وخضع لها والتزم بها وهذا هو الإجراء الصحيح والصائب حتى وإن كان له اثر وجداني ونفسي قاسٍ إلا أننا مرغمون على الالتزام به حيث لا خيار آخر سواه
نسأل الله أن يعين البشرية على القضاء على عدوها المرعب ويبعده عنا وعن كل من نحب
هذا الكائن المرعب شكل هاجسا لدى الكثير من الناس ومنهم الشعراء حيث كان ترك أثراً كبيراً في شعرهم
فمن هؤلاء الشعراء من وقف موقفا ثوريا ضده واعتبره عدوا للحب فرفض تلك التحذيرات التي تدعو إلى ترك التقبيل. واللمس والجلوس بقرب المحبوب
ومنهم الشاعر جبر بعداني " شاعر يمني " حيث قال
ومفيرسون إلى النخاع ألّا ترى
كمّامتي ومعقّمي الملعونا؟!أدري ولٰكنّي جُبلتُ على الهوى
فتقبّليني عاشقاً مجنوناً
أوليس أزكى أن يقال قتلتِني
من أن يقال ضحيّة الكورونا؟!
هي ضمّة لا غير أبرأ بعدها
فلقد ألِفتُ عناقك المأمونا
وإذا انكسرتُ فلا يهمّ لأنّني
مازلتُ أحفظ شعركِ الموزونا
ومن هؤلاء الشعراء من أظهر موقفا متعقلا ودعا إلى نسيان الأشواق والحنين والاهتمام بشاغل العصر " كورونا " وتلك هي الشاعرة الأردنية " تالا الخطيب "
حيث قالت :
لا وقت للأشواق قالت جدتي
الكلُّ منشغلٌ بما شـغلونا
فانس الحنين ولا تفكر بالهوى
واغسل يديك وحضّر الكمّونا
ستعودُ أيام الجمال لحيّنـا
وتعودُ ترعى ليلنا (الدّلـعونـا)
كما أن و شاعرتنا تالا تحسست من قول الكثير أن فيروس كورونا سببه كبار السن فقالت بلسان حالهم :
أعاني من زماني ما أعاني
وأتعبني المشيب وقد غزاني
وهل نابُ المنونِ يخيف كهلا
يناجي الرب بالسبع المثاني
لكم شكري وتقديري وحزنٌ
كفاكم قسوةً.... موتًا كفاني 0
ويعود الشاعر جبر بعداني فيصف حواراً بينه وببن زوجته في الحجر المنزلي وهي تقوم بطبه كل ما لذ وطاب من الأطعمة بعد أن كان يشتاق لأطباقها الشهية فلا يجدها نظرا لانشغاله بالعمل خارج المنزل فيشكر كرونا الذي جعله يتمتع بهذه الأطباق الرائعة
فيقول :
تفضّلْ حبيبي إنّ أكلكَ جاهزٌ
ومن كلّ شَيْءٍ قد طبختُ صحونا
ولَم أدر ما تفسير صمتي للحظةٍ؟!
كأنّي بأعضائي خُلقن عيونا
خلوتُ إلى نفسي أحاول فهمها
لأسمعَ همساً دافئاً و حنونا
يقول أدام الله نعمةَ وصلنا
فقلتُ أطال الله عُمر َ ( كـرونا )
شاعر آخر هو عبدالخالق الزهراني " شاعر خليجي"
فقد اعتبر الدعوة إلى نظافة الأجساد وتعقيم الاماكن وغسل اليدين اعتبرها فرصة للدعوة إلى تطهير القلوب والعيش بحب فقال :
عقِّمْ فؤادك قبل كفِّكَ إنّما
يُنجيكَ طُهرُ القلبِ من نيرانِ
سِرُّ السلامةِ مضغةٌ بصدورنا
و محَلُّ نظرةِ ربِّنا الرّحمنِ
كلُّ الشعائرِ لو فطنتَ توجّهتْ
للقلبِ تغسلُهُ من الأدرانِ
ثم يعود جبر بعداني فيذكر الجانب الإيجابي لفيروس كورونا في حياته حيث جعله يهنأ بالراحة من مشاورير العائلة والزوجة بالذات فيخاطبها قائلا :
حتّى المشاوير قد صارتْ معلّقةً
فلتلزمي الدار عصر السبت والأحدِ
و وفّري كلّ ما كنّا سننفقهُ
على الثياب ليومٍ بالغ النكدِ
فإن شعرتِ بضيقٍ فالصلاة كما
جرّبتُها خير من يقضي على الكمدِ
أو اطْبخي أيّ شيء لم نذقه معاً
إشتقتُ جدّاً إلى طبْخاتِكِ الجُددِ
ثم يصف أنه قرر الابتعاد عن التقبيل بسبب كورونا فقال :
ألم تقلْ ذات شعرٍ قُبلتي سوَرٌ
تُتلى ورشفة ريقي رقية الحسدِ ؟!
وإن كفّي التي زارتْكَ ذات هوىً
قد غسّلتْكَ بماء الثلج والبردِ ؟!
فقلتُ قبل كرونا كنتُ ذَا عوجٍ
والآن بعد كرونا عدتُ للرشدِ
شعراً بشعرٍ سنقضيها فلا تدعي
شيطانك الوغد يروي سيرة الجسدِ
قالتْ:كرونا؛ فقلتُ المنصف الأبدي
قَالَتْ تفشّى فقلتُ اسْتبعدي بلدي
قَالَتْ:سنفنى فقلتُ الله يرحمنا
قَالَتْ:جميعاً؛فقلتُ الخُلد للصمدِ
قَالَت وما الحل؟!قلتُ استعصمي أبداً
بحبل ربّ البرايا الواحد الأحدِ
قَالت فديتُكَ قد طمْأنْتني ومضتْ
إلى عناقي ولٰكنّي رفعتُ يدي
إلى هنا وكفى ؛ عودي مدلّلتي
معَ (الكرونا) تضيق الأمّ بالولدِ
سحقاً لهذا الهوى إن كان يحملنا
نحو المشافي ويبلينا بكلّ ردّي
"ردّي عليّ فؤادي" إنّني رجلٌ
كرهتُ نفسي لفرط الهمّ فابتعدي
فلستُ أرجو من الفتوى التي وردتْ
على لسانيَ إِلَّا أجرَ مجتهدِ !
لكن الشاعر جبر بعداني والذي دعا إلى الابتعاد عن التقبيل في زمن كورونا يعود فيدعو الشاعر فواز اللعبون " شاعر سعودي "
يدعوه إلى عدم الإصغاء لما يقال من ترك القبل الأحضان مع الاحباب وبالأخص رشف الشفاة الجميلة فيقول :
(فواز) ليس الذي قد قيل يعنينا
قَبّلْ متى شئتَ إنّ الله حامينا
مجنونةٌ من ترى في حضن عاشقها
عدوى وفي الحبّ ما يُشفي المحبّينا
في ريق فاتنةٍ طابتْ مراشفها
سرّ الدواء فقل للوصل آمينا
وإن يقال أصبنا بالجنون هوىً
فقد خُلقنا مجانيناً مجانينا
@Badanigabr
وهو في الابيات السابقة يرد على الشاعر الدكتور فواز اللعبون الذي دعا إلى هجر حضن الحبيب ويشكو من أن نفسه تمنت احتضان محبوبه ولكنه تراجع خوفا من المرض
فقال :
أصبح الحضن سقاماً ومرض
بعد أن كان غراماً يُفترض
رحتُ من أجل عناقٍ واحدٍ
عند من صار حبيبي فرفض
فمددت الكف أرجو كفهُ
فاعتراه الخوف مني وركض
فارتضيت العزل قبل الملتقى
عله الهجر قريباً يُنتقض
هنا يمكننا القول بأننا من خلال رحلتنا مع الأبيات السابقة ندرك دور الشعر والادب التفاعل مع الأحداث باعتبار الشعر هو متنفس الإنسانية والمعبر عما يدور في خلدها من تناقضات، فمنهم من رفض الإجراءات الوقائية من كورونا ومنهم من اعتبرها مغالاة ومنهم من تعقل وخضع لها والتزم بها وهذا هو الإجراء الصحيح والصائب حتى وإن كان له اثر وجداني ونفسي قاسٍ إلا أننا مرغمون على الالتزام به حيث لا خيار آخر سواه
نسأل الله أن يعين البشرية على القضاء على عدوها المرعب ويبعده عنا وعن كل من نحب