الرجل الذكي

شاهد الأشياء المذهلة

إعراب قوله تعالى "نرفع درجات من نشاء

ومضة اعرابية

اعراب ((درجات)) في الايتين المباركتين:
قال تعالى: ((نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم)) الانعام 83
وقال تعالى: ((نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم)) يوسف 76

قال السمين الحلبي -رحمه الله تعالى- في كتابه القيم ((الدر المصون)):
"وقرأ أهل الكوفة «درجاتٍ» بالتنوين وكذا التي في يوسف، والباقون بالإِضافة فيهما، فقراءة الكوفيين يحتمل نَصْبُ «درجاتٍ» فيها من خمسة أوجه:
★ أحدها: أنها منصوبةٌ على الظرف و «مَنْ»مفعول «نرفع» أي: نرفع مَنْ نشاء مراتب ومنازل.

★ والثاني: أن ينتصبَ على أنه مفعول ثان قُدِّم على الأول، وذلك يحتاج إلى تضمين «نرفع» معنى فعلٍ يتعدَّى لاثنين وهو «يُعْطي» مثلاً، أي: نعطي بالرفع مَنْ نشاء درجات أي: رُتَباً، والدرجات هي المرفوعة كقوله: {رَفِيعُ الدرجات} [غافر: 15] وفي الحديث: «اللهم ارفع درجته في عليين» فإذا رُفعت الدرجةُ فقد رُفِعَ صاحبها.

★ والثالث: أن ينتصب على حذف حرف الجر أي: إلى منازل وإلى درجات.

★ والرابع: أن ينتصبَ على التمييز، ويكون منقولاً من المفعولية، فيؤول إلى قراءة الجماعة إذ الأصل:{نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَّن نَّشَآءُ} بالإِضافة ثم حُوِّل كقوله:{وَفَجَّرْنَا الأرض عُيُوناً} [القمر: 12] أي: عيونَ الأرض.

★ والخامس: أنها منتصبةٌ على الحال وذلك على حذف مضاف أي: ذوي درجات. ويشهد لهذه القراءةِ قولُه تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الأنعام: 165] {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ} [الزخرف: 32] {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى} [البقرة: 253].

★★ وأمَّا قراءة الجماعة: فدرجاتِ مفعول «نرفع» " سورة الأنعام آية 83

نزار قباني والحب ... والمرأة

أتحبني !


شعر : نزار قباني

أتحبني..بعد الذي كانا؟

                 إني أحبك رغم ماكانا

ماضيك لا أنوي إثارته

                  حسبي بأنك هاهنا الان

تتبسمين وتمسكين يدي

                      فيعود شكي فيك إيمانا

عن أمس لا تتكلمي أبدا

                     وتألقي شعرا وأجفانا

أخطاؤك الصغرى أمر بها

                         وأحول الأشواك ريحانا

لولا المحبة في جوانحه

                  ما أصبح الإنسان إنسانا

عام مضى..وبقيت غالية

                         لاهنت أنت ولاالهوى هانا

إني أحبك كيف يمكنني

                      أن أشعل التاريخ نيرانا

وبه معابدنا,جرائدنا

                 أقداح قهوتنا,زوايانا

طفلين كنا في تصرفنا

             وغرورنا وضلال دعوانا

كلماتنا الرعناء مضحكة

                   ماكان أغباها وأغبانا

فلكم ذهبت وأنت غاضبة

                ولكم قسوت عليك أحيانا

ولربما انقطعت رسائلنا

                    ولربما انقطعت هدايانا

 مهما غلونا في عداوتنا  

               فالحب أكبر من خطايانا

عيناك نيسانان كيف أنا

                  أغتال في عينيك نيسانا؟

قدر علينا أن نكون معا

                  ياحلوتي ..رغم الذي كانا

 إن الحديقة لا خيار لها

                 إن أطلعت ورقا وأغصانا

هذا الهوى ضوء بداخلنا

                  ورفيقنا ورفيق نجوانا

أحزاننا منه ونسأله

                لو زادنا دمعا..وأحزانا

هاتي يديك فأنت زنبقتي

                 وحبيبتي رغم الذي كانا

نزار قباني

قصيدة فلسفة الجراح للبردوني




💔
متألّم . ممّا أنا متألّم ؟ حارَ السؤالُ . و أطرقَ المستفهمُ
ماذا أحسّ . و آه حزني بعضُهُ يشكو فأعرفُهُ و بعضٌ مبهمُ
بي ما علمت من الأسى الدامي و بي من حرقةِ الأعماقِ ما لا أعلمُ
بي من جراح الروح ما أدري و بي أضعاف ما أدري و ما أتوهّم
و كأنّ روحي شعلة مجنونة تطغى فتضرمني بما تتضرّم
و كأنّ قلبي في الضلوع جنازة أمشي بها وحدي و كلّي مأتم
أبكي فتبتسم الجراح من البكا فكأنّها في كلّ جارحة فم
***
يا لابتسام الجرح كم أبكي و كم ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبدا أسير على الجراح و أنتهي حيث ابتدأت فأين منّي المختم
و أعارك الدنيا و أهوى صفوها لكن كما يهوى الكلام الأبكم
و أبارك الأمّ الحياة لأنّها أمّي و حظّي من جناها العلقم
حرماني الحرمان إلاّ أنّني أهذي بعاطفة الحياة و أحلم
و المرء إن أشقاه واقع شؤمه بالغبن أسعده الخيال المنعم
***
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي باليأس مفعمة وجوّي مفعم
لكنّني أهوى الهموم لأنّها فكر أفسّر صمتها و أترجم
أهوى الحياة بخيرها و بشّرها و أحبّ أبناء الحياة و أرحم
و أصوغ " فلسفة الجراح " نشائدا يشدو بها اللّاهي و يشجى المؤلَمُ

علامات النصب في اللغة العربية

علامات النصب في اللغة العربية
للنصب خمس علامات؛ هي:
1- الفتحة: وهي العلامة الأصلية للنصب، وما سواها من علامات النصب مما سيأتي الآن، فهو علامات فرعية.
2- الألف.
3- الكسرة.
4- الياء.
5- حذف النون.
وهذه العلامات الأربع هي العلامات الفرعية للنصب.
أولًا: الفتحة ومواضعها:
تكون الفتحة علامة للنصب في ثلاثة مواضع؛ هي:
1- الاسم المفرد، والفتحة في آخر الاسم المفرد قد تكون:
ظاهرة؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة: 77].
وقد تكون مقدرة، وذلك في:
الاسم المقصور - وهو الاسم المنتهي بألف - نحو قوله تعالى: ﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [البقرة: 87][1].
والاسم المنتهي بياء المتكلم؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ عَذَابِي [2] هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 50][3].
2- جمع التكسير، والفتحة في آخر جمع التكسير قد تكون:
ظاهرة؛ نحو قوله تعالى: ﴿ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا ﴾ [الإسراء: 5].
وقد تكون مقدَّرة، وذلك في:
الاسم المقصور؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ﴾ [الحج: 2][4].
والاسم المنتهي بياء المتكلم؛ نحو قوله تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49][5].
3- الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصبٌ[6]، ولم يتصل بآخره شيء، والمراد بكلمة (شيء) هنا نفسُ ما ذكرناه في علامة الرفع (الضمة)، وهو: ألف الاثنين، واو الجماعة، ياء المخاطبة المؤنثة، نون التوكيد، نون النسوة.
فإن اتصل الفعل المضارع بـ:(ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة المؤنثة)، ودخل عليه ناصب - لم يُنصَب بالفتحة، وإنما ينصب بحذف النون، كما سيأتي بيانه قريبًا إن شاء الله تعالى عند الكلام على علامة النصب (حذف النون).
فإن اتصل الفعل المضارع بنون النسوة، ودخل عليه ناصبٌ، لم ينصب بالفتحة، وإنما يُبنَى على السكون؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 60][7].
فإن اتصل الفعل المضارع بنون التوكيد، ودخل عليه ناصب، لم ينصب بالفتحة، وإنما يُبنى على الفتح[8].
فإذا لم يتصل الفعل المضارع بواحد من هذه الخمسة، وسبقه ناصب، فإنه ينصب بالفتحة، وقد تكون هذه الفتحة:
ظاهرةً، وذلك فيما إذا كان الفعل المضارع:
صحيحَ الآخر؛ نحو قوله تعالى: ﴿ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ﴾ [طه: 91]، وقوله سبحانه: ﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف: 13]، وقوله عز وجل: ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 82].
أو معتلًّا بغير الألف: أي معتلًّا بـ:
الواو؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ﴾ [البقرة: 237].
أو الياء؛ نحو قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ﴾ [الأنعام: 158][9].
وقد تكون مقدَّرة؛ وذلك فيما إذا كان الفعلُ المضارع معتلَّ الآخر بالألف؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120][10].
ثانيًا: ذكر ما ينوب عن الفتحة من علامات:
ذكرنا - فيما سبق - أنه ينوب عن الفتحة كعلامةٍ للنصب أربعُ علامات؛ هي:
الألف، الكسرة، الياء، حذف النون.
أولًا: مما ينوب عن الفتحة:
تكون الألف علامةً للنصب في الأسماء الخمسة؛ وهي[11]:
أبوك: ومثال نصبِها بالألف قوله تعالى: ﴿ وَجَاؤُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ﴾ [يوسف: 16]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8].
أخوك: ومثال نصبها بالألف قوله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾ [النمل: 45]، وقوله سبحانه: ﴿ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ﴾ [يوسف: 76].
حموك: ومثال نصبها بالألف: أن تقول: رأيتُ حَماك.
فوك: ومثال نصبها بالألف: ما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قام أحدكم يُصلي من الليل فليَسْتَك، فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملَكٌ فاه على فيه...))؛ الحديث، وفي الحديث أيضًا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام مِن الليل يشوصُ فاه بالسواك.
ذو مال: ومثال نصبها بالألف قوله تعالى: ﴿ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴾ [القلم: 14]، وقوله عز وجل: ﴿ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [المائدة: 106]، وقوله سبحانه: ﴿ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ [البلد: 16].
ثانيًا: مما ينوب عن الفتحة: الكسرة:
تكون الكسرة علامةً للنصب نيابةً عن الفتحة في موضع واحد فقط، وهو جمع المؤنث السالم، وقد تقدَّم البحث فيه عند الحديث على علامة الرفع (الضمة).
ومثال نصب جمع المؤنث السالم بالكسرة: قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 73]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [البقرة: 168]، وقوله تعالى: ﴿ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا ﴾ [النساء: 27]، وقوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [البقرة: 82]؛ فإن الكلمات (السماوات، الحسنات، السيئات، خطوات، الشهوات، الصالحات) كلها منصوبة بالكسرة؛ لأنها جمع مؤنث سالم، ويلاحظ أن الكسرة التي نصبت بها هذه الكلمات كلها كانت ظاهرة، وقد تكون هذه الكسرة مقدَّرة، وذلك لسبب واحد فقط من أسباب التقدير، وهو اشتغال المحل بحركة المناسبة[12].
ويلحق بجمع المؤنث السالم في نصبه بالكسرة ما تقدم أن ذكرناه من الملحقات به في رفعه بالواو، ومنها (أولات)، ومثال نصبها بالكسرة في كتاب الله تعالى: قوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ ﴾ [الطلاق: 6]، فإن كلمة (أُولات) هنا منصوبةٌ على أنها خبر (كان)، وعلامة نصبها الكسرة؛ لأنها ملحَقة بجمع المؤنث السالم.
ثالثًا: مما ينوب عن الفتحة: الياء:
تكون الياء علامة للنصبِ نيابةً عن الفتحة في موضعين؛ هما:
1- المثنى: وقد تقدم الكلام عليه عند ذ كر علامة الرفع (الألف)، ومثال نصبه بالياء قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾ [البلد: 8، 9]، وقوله سبحانه: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ [البقرة: 282]، وقوله عز وجل: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10]، فإن الكلمات (عينين، شفتين، شهيدين، النجدين) كلها منصوبة بالياء؛ لأنها مثنى.
ويلحق بالمثنى في نصبه بالياء ما تقدم أن ذكرناه مما يلحقه في رفعه بالألف؛ نحو:
اثنان، ومثال نصبها بالياء قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ [الرعد: 3]، وقوله عز وجل: ﴿ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ [هود: 40]، وقوله سبحانه: ﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ [النحل: 51].
واثنتان، ومثال نصبها بالياء قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ﴾ [النساء: 176]، وقوله عز وجل: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ [غافر: 11]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سها أحدكم في صلاته فلم يَدْرِ واحدة صلى أو اثنتين[13]...))؛ الحديث.
2- وجمع المذكر السالم، وقد تقدَّم الكلام عليه عند ذكر علامة الرفع (الواو)، ومثال نصبه بالياء قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء: 145]، وقوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ﴾ [الشعراء: 120]، وقوله سبحانه: ﴿ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [الأعراف: 78]، فإن الكلمات (المنافقين، الباقين، جاثمين) كلها منصوبة بالياء؛ لأنها جمع مذكر سالم.
ويلحق بجمع المذكر السالم في نصبه بالياء ما تقدم أن ذكرناه من الأسماء التي تلحقه في رفعه بالواو، ومنها:
(عشرون) وبابه: ومن ذلك: قوله سبحانه: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]، وقوله عز وجل: ﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا ﴾ [الأعراف: 155]، وقوله تعالى: ﴿ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ﴾ [النور: 4].
(أهلون): ومثاله: قوله عز وجل: ﴿ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ﴾ [المائدة: 89]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ ﴾ [الشورى: 45].
(أولو): ومثاله قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 179].
(بنون): ومثاله قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ﴾ [البقرة: 132][14].
رابعًا: مما ينوب عن الفتحة كعلامة للنصب: حذف النون:
يكون حذف النون علامةً للنصب نيابةً عن الفتحة في موضع واحد فقط، وهو: الأفعال الخمسة[15]، وقد تقدَّم الكلام عليها عند ذكر علامة الرفع (ثبوت النون)، وذكرنا هناك أن الأفعال الخمسة هي: كل فعل مضارع كان على وزن من الأوزان الخمسة الآتية:
(يفعلان): ومثال نصبه بحذف النونِ الفعلُ (يخرجاكم) في قوله تعالى: ﴿ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ ﴾ [طه: 63].
أو (تفعلان): ومثال نصبه بحذف النونِ الفعلُ (تكونا) في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾ [الأعراف: 20].
أو (تفعلون): ومثال نصبه بحذف النونِ الفعلانِ: (تنالوا، وتنفقوا) في قوله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].
أو (يفعلون): ومثال نصبه بحذف النونِ الفعلُ (يتخذوا) في قوله تعالى: ﴿ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 150].
أو (تفعلين): ومثال نصبه بحذف النونِ الفعلانِ (ترجعي، تذوقي) في قوله صلى الله عليه وسلم لامرأةِ رفاعةَ القُرَظي: ((أتريدين أن ترجعي إلى رفاعةَ؟! لا، حتى تذوقي عُسَيلته، ويذوق عُسَيلتك)).
[1] فـ(عيسى): مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة، منع من ظهورها التعذرُ.
[2] فـ (عذابي): اسم (أن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
[3] وأما الاسم المفرد المنقوص - وهو الذي ينتهي بياء مكسور ما قبلها - فإنه تظهر عليه الفتحة لخفتها، ومن ذلك: قول الله تعالى: ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ﴾ [الأحقاف: 31]، وقوله عز وجل: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ ﴾ [آل عمران: 193]، فقد ظهرت الفتحة هنا على كلمتَي: (داعي، ومناديًا)؛ وذلك لخفتها.
[4] فـ(سُكارى): حال منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، منع من ظهورها التعذر.
[5] وأما جمع التكسير المنقوص، فإنه تظهر عليه الفتحة لخفتها؛ ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18]، فقد ظهرتِ الفتحة هنا على كلمة (ليالي)؛ وذلك لخفتها.
[6] سيأتي إن شاء الله تعالى الحديث عن أدوات نصب الفعل المضارع بشيء من التفصيل في باب الأفعال.
[7] فالفعل المضارع (يستعففن) هنا دخل عليه حرف النصب (أن)، ومع ذلك لم يؤثر فيه النصب، وإنما بني الفعل معه على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة.
[8] سيأتي إن شاء الله تعالى الكلام بالتفصيل على بناء الفعل المضارع في باب الأفعال.
[9] فكل من الأفعال (نبرح، يأكله، يغفر، يعفو، تأتيهم، يأتي)، هي أفعال مضارعة، تقدم عليها حرفَا النصب: (لن، وأن)، ولم يتصل بآخرها شيء من الأشياء الخمسة السابقة؛ ولذلك نصبت بالفتحة، ولما كان آخرها حرفًا صحيحًا، أو حرف الياء، أو حرف الواو، كان نصبها بالفتحة الظاهرة.
[10] فالفعل (ترضى) هنا: دخل عليه حرف النصب (لن)، ولم يتصل بآخره شيء من الأشياء الخمسة السابقة؛ ولذلك كان نصبه بالفتحة. ولما كان معتل الآخر بالألف، لم تظهر عليه الفتحة، وكانت مقدرة للتعذر.
[11] تقدم البحث في هذه الأسماء الخمسة عند ذكر علامة الرفع (الواو)، وذكرنا هناك أنه يشترط لرفعها بالواو شروط عامة، وشروط خاصة، ونفس هذه الشروط تشترط كذلك لنصبها بالألف.
[12] فلا تقدر الكسرة في هذا الجمع للتعذر أو للثقل؛ لأن التعذر إنما يكون في الأسماء المنتهية بألف، والثقل إنما يكون في الأسماء المنتهية بياء مكسور ما قبلها، وآخر هذا الجمع - كما هو معلوم - لا يكون إلا ألفًا وتاءً مزيدتين.
[13] فكل من (اثنين واثنتين) في هذه الآيات وهذا الحديث منصوب بالياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بالمثنى.
[14] فإن الكلمات (ثلاثين، سبعين، ثمانين، أهليكم، أهليهم، بنيه) كلها منصوبة بالياء، نيابة عن الفتحة؛ لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم.
[15] وذلك إذا تقدم عليها أداة من أدوات نصب الفعل المضارع، وسيأتي ذكر هذه الأدوات إن شاء الله تعالى بشيء من التفصيل بالفيديو شرح مبسط . من خلال الرابط التالي
https://youtu.be/4B5-2toSCrk
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/121293/#ixzz5LRADbRls

علامات الإعراب الأصلية والفرعية

( علامات الإعراب الأصلية والفرعية )
يعرّف الإعراب : تغيّر يتعلق بأواخر الكَلم على وفق العوامل المؤثرة فيه ، أو على وفق موقعها من الكلام .
أما البناء فهو ما لَزم حالة واحدة لا يتغيّر آخره مهما دخلت عليه العوامل المؤثرة فيه .
فعلامات الإعراب هي حركات متغيّرة تلحق آخر الاسم أو الفعل على وفق موقعه من الكلام لتبين موقعه وتميّزه عن غيرِه .
أنواع الإعراب أربعة :
- الرفع : يدخل على الاسم والفعل المضّارع ، فنحو : محمّد يقرأ الدرس ، العلم ينيرُ الطريق .
- النصب : يدخل على الاسم والفعل المضارع ، فنحو : يكتب محمدٌ الدرسَ ، لن أكتبَ إلا الحقيقةَ .
- الجرّ : يدخل على الاسم فقط ويُعدّ من خصائص الأسماء ، فلا يجرّ الفعل المضارع المعرب ، نحو : في قليل الكلام حكمةٌ .
- الجزم : يدخل على الفعل المضارع ويختص به ، فلا تُجزم الأسماء ، نحو : لم أكتبِ الدّرسَ ، من يحفظِ المعروف يشكرْه النّاس .
ولهذه الأنواع الأربعة علامات إعراب أصلية وفرعيّة .
أولًا : علامات الإعراب الأصلية :
العلامات الأصلية أربع : الضّمة للرفع ، والفتحة للنّصب ، والكسرة للجرّ ، والسكون للجزم .
- مواضع الرفع بالضّمة أربعة :
1- الاسم المفرد (ليس مثنى ولا جمعًا) وهو ما دلّ على واحد و واحدة ، نحو : محمّد رسولٌ كريمٌ ، فاطمة زوجة صالحةٌ .
2- جمع التّكسير : هو ما دلّ على ثلاثة فأكثر مع تغيّر يحدث في بنية مفرده ، نحو : حضر الطلاب .
3- جمع المؤنث السالم : هو ما دلّ على ثلاثة فأكثر مع سلامة بناء المفرد بزيادة ألف وتاء في آخره ، نحو : الصلوات الخمس مكفرّاتٌ للذّنوب ، جاءت الطالبات .
4- الفعل المضارع المعرب ، نحو : يحترمُ النّاس المهذب ، ويكتبُ الطالب الدرس .
- مواضع النّصب بالفتحة ثلاثة :
1- الاسم المفرد ، نحو : يكتب عليّ الدرسَ ، إن الله غفورٌ رحيم ٌ ، كان الله عليمًا .
2- جمع التكسير ، نحو : أحبُّ النّجوم الزاهرة ، رأيت القضاة مجتمعين في المحكمةِ .
3- الفعل المضارع ، نحو : لن يضيعَ الله أجر من أحسن عملًا .
- مواضع الجرّ بالكسرة ثلاثة :
أ‌- الاسم المفرد ، نحو : ذهبت إلى الجامعة .
ب‌- جمع التكسير فرض الله في الأموال زكاة للفقراء .
ت‌- جمع المؤنث السالم ، مثل : سلّم المعلمة على الطالباتِ ، تنمو الحيتان في المحيطات .
- موضع الجزم بالسكون :
يجزم الفعل المضارع إذا كان صحيح الآخر بالسكون إذا سبق بحرف من حروف الجزم ، ومن ذلك : من يزرعِ الخير يحصدْ مثله ، لم يقرأ زيدٌ الدّرس .
علامات الإعراب الفرعية
ينوب عن العلامات الأصلية عشر علامات فرعية في سبعة مواضعَ ، وقد ينوب حرف عن حركة أصلية ، أو حركة إعرابية فرعية عن حركة أصلية ، أو ينوب حذف الحرف عن السكون كحذف حرف العلّة أو حذف النون .
المواضع التي ينوب فيها العلامة الفرعية عن العلامة الأصلية ، هي ما يأتي :
- الأسماء الخمسة .
- المثنى .
- جمع المذكر السالم .
- جمع المؤنث السالم .
- الاسم الممنوع من الصّرف .
- الأفعال الخمسة .
- الفعل المضارع المعتل الآخر .
أولًا : الأسماء الخمسة :
وهي ( أبو ، وأخو ، وحمو ، وفو ، وذو بمعنى صاحب ) .
ترفع هذه الأسماء الخمسة بالواو نيابة عن الضمة ، نحو : جاء أبوك ، زارني ذو فاضل ، أخوك رجل كريمٌ .
وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة ، نحو : احترم أخاك ، غسّل الرجل فاه ، إنّ أباك رجلٌ كريمٌ .
وتجرّ بالياء نيابة عن الكسرة ، مثل : دخلت فاطمة على أبيها ، سلّمت على حميك .
- شروط إعراب الأسماء الخمسة بالأحرف :
1- أن تكون مفردةً فإذا ثنيت أو جمعت أعربت إعراب المثنى أو الجمع ، نحو : أطع أبويك مفعول به منصوب بالياء لأنّه مثنى .
2- أن تكون مضافة فإذا لم تضف أعربت بالحركات الأصليّة ، نحو : الأب يربي أبناءه ، لي أخٌ يعمل طبيبًا .
3- أن تكون مكبّرةً فإذا صغّرت أعربت بالحركات الأصليّة، نحو : أُخيُّك عالمٌ بالحساب ،إنّ أُبيَّكما كبيرُ السنِّ .
4- أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم فإذا أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بالحركات الأصليّة المقدّرة على ما قبل الياء ، نحو : أخي يسمع قراءة القرآن ، سمعت نصيحة حمي .
5- يشرط في كلمة (ذو) التي بمعنى صاحب أن تضاف إلى اسم جنس ظاهر ، نحو : أنت ذو علمٍ .
6- يشترط في كلمة (فم) إذا أعربت إعراب الأسماء الخمسة ألّا تنتهي بالميم ، فإن نهيت بالميم أعربت بالحركات الأصلية ، نحو : نظّفْ فاك قبل النّوم ، اغسل فمَك بعد الأكل .
ثانيًا : إعراب المثنى :
يرفع المثنى بالألف نيابة عن الضّمة ، نحو : نجح الطالبان ، كان الطالبان نشيطين ، إنّ العاملين ماهران .
ينصب بالياء نيابة عن الفتحة ، نحو : زرت صديقين ، أضحى العاملان نشيطين .
يجرّ بالياء نيابة عن الكسرة ، نحو : أعجبتُ بالزهرتين .
ثالثًا : إعراب جمع المذكر السالم :
يرفع بالواو نيابة عن الضّمة ، نحو : جاء المهندسون ، كان المعلمون فائقين ، إنّ المهندسين ماهرون .
ينصب بالياء نيابة عن الفتحة ، نحو : تكرّم الجامعة المبدعِينَ ، إن المهندسِينَ ماهرون .
يجرّ بالياء نيابة عن الكسرة ، نحو : قال تعالى : (( إنّ للمتقين مفازًا )) .
رابعًا : إعراب جمع المؤنث السالم :
يرفع بالضّمة وهي علامة أصلية ، نحو : جاءت الطالباتُ ، كانت الممرضاتُ ماهراتٍ في عملِهن .
ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، نحو : رأيت المعلماتِ يدرسن تلميذهن بجدٍّ ، إن الممرضاتِ ماهراتٌ .
يجرُّ بالكسرة وهي علامة أصليّة ، نحو : قطف الولد ثلاث زهراتٍ ، سلمت فاطمة على المعلماتِ .
خامسًا : إعراب الاسم الممنوع من الصّرف :
يرفع بالضّمة (علامة إعراب أصليّة) ، نحو : خديجةُ أولى المؤمنات ، كان أحمدُ رجلًا مهذبًا .
ينصب بالفتحة (علامة إعراب أصليّة) ، نحو : أهلك الله ثمودَ ، رأيت بغدادَ مشرقةً ، إنّ عثمان بن سعيد رجلٌ صالحٌ .
يجرّ بالفتحة نيابة عن الكسرة ، نحو : ذهبت إلى بغدادَ ، سلّمت على يشكرَ ، اتخذوا من مصرَ جندًا كثيفًا .
سادسًا : الأفعال الخمسة :
يقصد بها كلُّ فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، فتكون على النحو الآتي :
يكتب : يكتبان ، تكتبان ، يكتبون ، تكتبون ، تكتبين .
ترفع الأفعال الخمسة بثبوت النون نيابة عن الضّمة ، نحو : العمال يخرجون من المصنع ، الطالبان يقرآن الدّرسَ ، الطالبتان تدرسان الدّرس بجدٍّ وإخلاصٍ .
تنصب الأفعال الخمسة بحذف النون نيابة عن الفتحة ، نحو : قوله تعالى : (( لن تنالُوا البرَّ حتّى تنفقُوا ممّا تحبُون )) ، على الطلاب أن يكتبوا الدّرس ، الطالبان لن يتركا طريق العلمِ .
تجزم الأفعال الخمسة بحذف النّون نيابة عن السكون ، نحو : قال تعالى : (( إنْ تنصروا الله ينصرْكم )) ، الزيدان لم يدرسا الدّرس بجدٍّ ، لا تذهبا إلى المدينة ، لا تقولوا إلا الحقَّ .
سابعًا : الفعل المضارع المعتل الآخر :
هو كلُّ فعل مضارع كان آخر أحرُفه من أحرُفِ العلّة ( الألف ، والواو ، والياء) .
يرفع بالضّمة (علامة أصليّة) ، وتكون مقدّرة على آخره ، نحو : يسعى المؤمن إلى الخير ، يدعو المسلم ربَّه ، القرآن يهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ .
فإذا كان حرف العلّة ألفًا يمنع من ظهورها التّعذّر ، وإذا كان واوًا أو ياءً منع من ظهور الضّمة الثّقل .
وينصب بالفتحة (علامة أصليّة) وتكون مقدّرة على الألف للتّعذر ، نحو : لن يرضى الله عن الكافرين ، لن يسعى الفاسق إلى مرضاة الله .
وتكون ظاهرة في الفعل المضارع المعتل الآخر إذا كان منتهيًا الفعل بالواو ، أو بالياء ، نحو : لن يسموَ المال بصاحبِه ، ولن يرتقيَ بعقله ، عليك أن تمشيَ بهدوءٍ .
ويجزم الفعل المضارع المعتل بحذف حرف العلّة ويعوّض بحركة الحرف المحذوف ( الألف تناسبها الفتحة ، والواو تناسبها الضّمة ، والياء تناسبها الكسرة) ، نحو : قال تعالى : ((منَ يهدِ الله فهو المهتدي)) ، لم يخشَ الكافر من كلمة الحقِّ ، وقال الشاعر : لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ بمثلِه عارٌ عليك إذا فعلت عظيم .
ولمعرفة المزيد والشرح بشكل مبسط وواضح تابع الفيديو على هذا الرابط
https://youtu.be/xBx2a2WjGtw

المفرد والمثنى والجمع

المفرد والمثنى والجمع:
(أ) المفرد: ما دلَّ على واحد: رجل، شجرة
(ب) المثنى: ما دلََّ على اثنين بزيادة ألف ونون في الرفع، أو ياء ونون في النصب والجر: رجلان، رجلين.
- إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها: عصا، عصوان.
- إن كانت ألف المقصور رابعة فصاعداً قلبت ياءً: مرتضى، مرتضيان.
- إن كان المنقوص نكرة ترد إليه ياؤه: راع، راعيان.
- إن كانت همزة الممدود أصلية بقيت على حالها: قَرّاء، قَرّاءان.
- إن كانت للتأنيث قلبت واواً: صحراء، صحراوان.
- إن كانت منقلبة جاز الأمران: سماء، سماءان، سماوان.
يلحق بالمثنى: اثنان، اثنتان، ابنان، ابنتان، كلا، كلتا مضافين إلى الضمير.
(ج) الجمع: ما دلَّ على أكثر من اثنين، وله مفرد من لفظه ومعناه وهو ثلاثة أقسام:
(1) جمع المذكر السالم: بزيادة الواو والنون في حالة الرفع: مؤمنون، وزيادة الياء والنون في النصب والجر: مقاتلين
شرطه: أن يكون لمذكر عاقل أو صفته، خاليين من التاء، وأن يكون غير مركب.
يلحق به: أولو، عشرون، تسعون، بنون، أرضون، سنون، وابلون، عالمون، عليّون.
- المقصور تحذف ألفه عند جمعه: مرتضى مرتضون، مرتضين.
- المنقوص تحذف ياؤه ويضم ما قبل الواو عند جمعه: داعون، داعين.
(2) جمع المؤنث السالم: بزيادة ألف وتاء ويكون في:
أعلام الإناث: زينب، ما ختم بالتاء: فاطمة، ما ختم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة: حبلى، صحراء.
مصغر غير العاقل: دُرَيْهم، وصف غير العاقل: جبل شامخ، كل خماسي لم يسمع له جمع تكسير: حمّام، ما صُدِّر بابن أو ذو: ابن آوى، ذو القعدة.
(3) جمع التكسير: ما دلَّ على أكثر من اثنين، ولم يسلم بناء مفرده من التغيير، أقسامه:
(أ) جمع القلة: للعدد القليل من 3- 10 أوزانه أربعة: أَفْعُلٌ : أَحْرُفٌ ، أَفْعَالٌ: أَجْدادٌ (بحث - أبحاث) ، أَفْعِلَةٌ: أَزْمِنَة، فِعْلَةٌ : فِتْيَةٌ.
(ب) جمع الكثرة: للعدد الكثير من 11 إلى ما لا نهاية، أوزانه سبعة عشر:
فُعْل: بُكْم، فُعُل: رُسُل، فُعَل: غُرَف، فِعَل: قِطَع، فَعَلَة: خَدَمَة، فُعَلَة: رُمَاة
فِعَلَة: دِبَبَة، فَعْلى: مَرْضى، فُعَّل: رُكَّع، فُعّال: قُرّاء، فِعال: كِرَام، فُعُول: بُحُور(بحث - بحوث)
فَعِيل: حَجِيج، فِعْلان: غِلْمان، فُعْلان: قُمْصان، فُعَلاء: بُخَلاء، أَفْعِلاء: أَغْنِياء.
(ج) صيغة منتهى الجموع: كل جمع بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة وسطها ساكن أشهرها: فَوَاعل: فَوَارس، فَعَائِل: صفائح، فَعَالي: الصّحاري، فَعَالى: عذارى فَعَاليّ: كَرَاسيّ، فَعَالِل: جَمَاجِم...
لمشاهدة الدرس شرح مفصل بالفيديو اضغط الرابط https://youtu.be/c5iu6768z8Uالتالي :

مصطلحات لغوية يومية بحاجة إلى تصحيح

تلتبس علينا الكثير من المفردات؛ خاصة الشائعة منها في تداولنا اليومي، وتلك المستخدمة في الإعلام منها:

فارق - فرق - تجمع على (فروق أم فوارق)؟

موضوع - جمع (موضوعات أم مواضيع)؟

عنوان - جمع (عناوين أم عنوانات)؟

معجم - جمع (معاجم - معجمات)؟

تمرين - جمع (تمارين - تمرينات)؟

فضاء - جمع (فضاءات - فضاوات)؟

سحاب - جمع (سحائب -سحب)؟ مع الأمثلة

نسمة - جمع (نسائم - نسمات)؟

مفهوم - جمع (مفاهيم - مفهومات)؟

الجواب من موقع المكتبة

فارق = فوارق
فرق = فروق

موضوع = موضوعات، وأجاز المجمع مواضيع

عنوان = عنوانات، وأجاز المجمع عناوين

معجم = معجمات، وأجاز المجمع معاجم

تمرين = تمرينات، وأجاز بعضهم تمارين

فضاء = فضاءات و فضاوات، كلاهما صواب؛ لأن الهمزة منقلبة عن أصل.

سحاب = سحب، وسحابة = سحائب.

نسمة - نسمات، ونسيم = أنسام

مفهوم = مفهومات، وأجاز بعضهم مفاهيم.

قصائد ومعلقات خلدتها الموسيقى

قصائدٌ ومعلّقات خلّدتها الموسيقى

سارة القضاة

اهتم فنانو جيل العصر الذهبي بانتقاء كلمات أغانيهم وانتقاء الأشعار التي يغنونها، وكان للكلمة الزخمة المعبرة أولوية في غنائهم، مما دفع كثير من المغنيين والملحنين إلى الغوص في بحر الشعر القديم، واختيار قصائد لأبي تمام والبحتري والمتنبي وامرؤ القيس وغيرهم من أصحاب القصائد والمعلقات ليحولوها إلى أغانٍ خالدة.

حديثًا، حاول بعض الفنانين إعادة إنتاج قصائد مغناة جديدة أو إعادة إنتاج ما تم غناءه، إلا أن معظم التجارب الجديدة كانت لشعراء معاصرين، لشعر نزار قباني كما فعل كاظم الساهر وماجدة الرومي وأصالة نصري وغيرهم، أو قصائد محمود درويش كما فعل مارسيل خليفة وأميمة الخليل وسميح شقير وتانيا صالح وغيرهم، وغيرهم من الشعراء.اليوم في خضم الجدل حول اللغة العربية. 

ومع ازدياد الحديث عن أهمية الحفاظ عن اللغة العربية، مقابل ارتفاع الأصوات التي تدعي صعوبة هذه اللغة وعدم قدرتها على التطور، والتي تحارب الأصوات التي تؤكد على غِنى «العربية» وقدرتها على استيعاب تطورات العصر ، وبمناسبة الحوار المُقام في مساحة حبر هذا الأسبوع حول حاضر اللغة العربية المعاصرة ومستقبلها لمناقشة سؤال تعميم الفصحى مقابل تفصيح العامية اخترنا لكم قائمة موسيقية لعدد من القصائد والمعلقات المغناة.

١. "جفنهُ علّم الغزل "

غناء وألحان: محمد عبدالوهاب

 كلمات: الأخطل الصغير

 (بشارة الخوري، 1885 – 1968)

وبصوت جاهدة وهبي، وبصوت علي الحجاريا 

٢. "عاقد الحاجبين"

غناء فيروز:

كلمات الأخطل الصغير

 ألحان: الأخوين رحباني

٣.…  مسافرًا أبدًا

(أبو الطيب المتنبي، 915م – 965م) 

غناء: عبير نعمة،

 ألحان: عبير نعمة وجورج نعمة ووسام كيروزوهو عمل موسيقي يستلهم سيرة وشعر الشاعر أبو الطيب المتنبي، يُغنى فيه شعر المتنبي بلغات عالمية، مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ليكون بذلك احتفاء عالمي بالمتنبي.

٤. أضنيتني بالهجر

ألحان وغناء: فريد الأطرش، ك

 الأخطل الصغير

٦. تعلّق قلبي طفلةً عربية

ألحان وغناء: غالية بن علي،

 كلمات: امرؤ القيس (امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الکندي – 520 م – 565م)

وبصوت طلال مداح، وبصوت هيام يونس

٧. لا تعذليه فإن العذل يولعه

غناء فاديا طنب الحاج، ألحان: ترانيم، كلمات: ابن زريق البغدادي (أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق – توفي 1029م)

٨. يبكي ويضحك

غناء: فيروز، ألحان: الأخوين الرحباني، كلمات: الأخطل الصغير 

٩ .قل للمليحة بالخمار الأسود

غناء وألحان: صباح فخري،

 كلمات: ربيعة بن عامر (ربيعة بن عامر الدارمي الملقب بـ «المسكين» – شاعر عربي من العصر الأموي) وبصوت غالية بن علي، وبصوت فرقة وسط البلد 

أحب الأسماء

غناء: فيروز،

 ألحان: محمد محسن،

 كلمات: قيس بن الملوح من قصيدة «تذكرتُ ليلى» (الملقب بمجنون ليلى، 645م – 688م) 

١١. أراك عصي الدمع

غناء: أم كلثوم، ألحان رياض السنباطي، كلمات: أبو فراس الحمداني (أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الوائلي 932م – 968م) وبصوت جاهدة وهبي، وبصوت غالية بن علي، وبصوت الشيخ أمين حسانين

١٢ .  جاءت معذبتي

غناء فيروز، 

ألحان: صباح فخري،

 كلمات: لسان الدين بن الخطيب (محمد بن عبد الله السّلماني الخطيب، 1313م – 1374م)

وبصوت صباح فخري

١٤. لَو كانَ قَلبي مَعي ما اِختَرتُ غَيرُكُمُ

غناء: فيروز،

 ألحان: الأخوين رحباني 

كلمات: عنترة بن شدّاد (عنترة بن شداد بن قراد العبسي525م – 608م)و

غادة شبير، وبصوت لينا شماميان

١٤ . ولي فؤادُ

غناء فيروز

ألحان: محمد محسن

هذه الأغنية من كلمات أكثر من شاعر:المتنبي من قصيدة «أرق علي أرق»:

ولي فؤادٌ إذا طال العذابُ بهِ 

هامَ إشتياقاً إلى لُقِيا مُعذبهِ .. 

يفديك بالنفس صبٌ لو يكون لهُ

 أعزُ من نفسهِ شئٌ فداكَ بهِ

الوأوا الدمشقي (محمد بن أحمد العناني الدمشقي، توفي 551هـ)

١٦ .و كنتَ وعدتني يا قلبُ أني إذا ما تُبتُ عن ليلى تتوبُ .. فها أنا تائبٌ عن حُبِ ليلى فمالكَ كلما ذُكرت تذوبُ

ميخائيل خير الدين ويردي (شاعر سوري، 1868 – 1945م)

نبكي على الدُنيا و ما من معشرٍ جمعتهمُ الدُنيا فلم يتفرقوا .. 

وعَذلتُ أهلَ العشق حتى ذُقتُه 

فعجبتُ كيف يموتُ من لا يعشقُ

نقِّل فؤادكَ حيثُ شئتَ من الهوى، 

كلمات أبو تمام (حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، 788-845م)

(مجهولة الغناء والألحان)


القصائد المغناة للجيل الذهبي


المصدر:

دبي - دارين شبير
التاريخ: 10 سبتمبر 2013
أغنيات كثيرة ولدت على أيدي الشعراء، وتنفست رائحة إبداعاتهم، فامتزجت قصائدهم مع الموسيقى، ورقصت على وقع ألحانها، فتمردت بذلك على جدران أغلفة الدواوين، رافضة أن تبقى أسيرة الكتب، ولم تكتفِ بأن تُلقى في الأمسيات الشعرية فقط، لتنام بعدها في أحضان الصفحات، فتحولت إلى أغنيات من نوع خاص، ونزلت إلى الشارع وصافحت البسطاء والصغار والكبار، فوصلت القصائد إلى الجمهور الذي صار يتنفس شعراً على صوت الموسيقى.

حنين ووتر

"أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي" هو ذاك الحنين الذي لم يكن يشعر به الكثيرون ويستمتعوا به، لولا أن عزفه الفنان مارسيل خليفة على عوده، وبهذه الأغنية ارتبط الكثيرون بكلمات المبدع محمود درويش، وبحثوا بين صفحاته عن كلمات أخرى تروي ذلك الحنين في دواخلهم. "كن صديقي، كم جميل لو بقينا أصدقاء"، هي كلمات الشاعرة سعاد الصباح، التي غنتها الفنانة ماجدة الرومي، فارتبط هذا الاسم العريق في مجال الشعر، بذلك الصوت المتميز في مجال الغناء، فأتى النتاج أغنية يرددها الكثيرون حتى اليوم.

حالات شاعرية

وحين يتعلق الأمر بالشاعر نزار قباني، فالحديث يطول، فقصائده التي تحولت إلى أغنيات، أضافت الكثير إلى عالم الأغنية الراقية، وخصوصاً أن أكثرها ارتبط بصوت القيصر كاظم الساهر، الذي نجح في أن يتميز بأسلوبه الخاص في الغناء، واختياراته الرائعة الدقيقة، فقصيدة "زيديني عشقاً" تميزت بإحساسها القوي، ولكن مع تحويلها إلى أغنية انتشرت بشكل كبير بين الناس، وزادت رغبة فئة الشباب تحديداً لقراءة أشعار نزار، فالألحان التي امتزجت مع شاعرية كلماته كوَّنت مذاقاً يشبه السكر، كما وصلت أغنية "صباحك سكر"، و"إلى تلميذة"، و"هل عندك شك"، و"الحب المستحيل"، و"قولي أحبك" وغيرها، إلى المستمعين الذين أصبحوا يتلهفون لحالات فنية شاعرية حالمة تجمع هذين الاسمين معاً.

قصائد نزار أيضاً غناها العمالقة، فـ"أسالك الرحيل" التي غنتها نجاة الصغيرة فاح عبيرها كالمسك، وتميزت عن غيرها من الأغنيات التي تُكتب كلماتها لتكون أغنية، و"أصبح عندي بندقية" التي غنتها أم كلثوم، وقصيدة قيس بن الملوح "أحب من الأسماء ما شابه اسمها"، التي غنتها فيروز بالإضافة إلى "لا تسألوني ما اسمه حبيبي"، و"قارئة الفنجان" لعبدالحليم حافظ، كلها أغنيات فاقت روعتها كل التعابير، وبهذا لم يصل نزار قباني من خلال دواوينه فقط إلى الجمهور، بل من خلال إبداع هؤلاء الفنانين. أكثر الأسماء القديرة في عالم الغناء، ارتبطت باسم الشاعر قباني على اختلاف الأجيال، فماجدة الرومي غنت قصيدته "كلمات" التي حققت نجاحاً كبيراً، كما غنت له لطيفة عدداً من الأغنيات كـ"أعنف حب عشته".

سيدة القصيدة المغناة

تسيَّدت أم كلثوم الأغنية المأخوذة من القصيدة، فـ"الأطلال" التي كتبها إبراهيم ناجي وغيرها من الأغنيات التي ارتبط الكثيرون معها بعلاقة حب، كانت شاعرية إلى أقصى مدى، ونجحت في أن تربط الجمهور بالقصائد وبالأشعار، فأم كلثوم انتقت من الدواوين الشعرية ما يتميز بقيمته العالية لتقدمه للجمهور.

روائع

قصيدة "كفي الملام" التي أبدعها الشاعر الكويتي فهد العسكر وغناها شادي الخليج، من أجمل ما نواتج القصائد المغناة وروائعها، كما لا تزال رائعة امرؤ القيس "تعلق قلبي بطفلة عربية" تصدح في عالم الغناء بعد أن غناها أكثر من فنان كطلال مداح وهيام يونس.

بورصة الأغنيات



احتلت أغنيات كثيرة أصلها قصائد مغناة المراكز الأولى في بورصة الأغنيات، وأثرت في الجمهور الذي تفاعل مع كلماتها وألحانها، وارتبط من خلالها بأصحاب الفن الحقيقي، ولكن هذا النجاح لم يلفت أنظار المنتجين الموسيقيين، الذين يصرون على الأغنية السريعة. فهل يعني ذلك أن زمن القصيدة المغناة ينتهي مع مرور الزمن، وهل أصبح الجمهور اليوم يستحلي "بوس الواوا" و"أنا دانة" و"شيل ده من ده يرتاح ده عن ده"، أكثر مما يتذوق "يا جارة الوادي" و"سقط القناع"؟.

أدوات الاستفهام معانيها واستخدامها وإعرابها

🔘 *(أسماء الاستفهام)*

إسمُ الإستفهامِ هو اسمٌ مُبْهَمٌ يُستعلَمُ به عن شيءٍ، نحو "مَنْ جاء؟ كيفَ أنتَ؟ ".

📌 وأسماءُ الإستفهامِ هي *"مَنْ، ومَنْ ذا، وما، وماذا، ومتى، وأيّانَ، وأَينَ، وكيفَ، وأنّى، وكمْ، وأَيُّ".*
وإِليكَ شرحها

💫 *من ومن ذا*
(مَنْ ومَنْ ذا) يُستفهَمُ بهما عن الشخص العاقل، نحو "مَنْ فعلَ هذا. ومَنْ ذا مُسافرٌ؟ "، قال تعالى {مَنْ ذا الذي يُقرِضُ اللهَ قرْضاً حَسناً، فَيُضاعفه له؟} .
وقد تُشربَانِ معنى النّفيِ الإنكاريّ، كقولك "مَنْ يستطيع أن يَفْعَلَ هذا؟ "، أي لا يستطيعُ أن يفعله أحد. ومنه قولهُ تعالى {ومَنْ يَغفِرُ الذنوبَ إِلا اللهُ؟!} أي لا يغفرها إلا هو، وقوله {مَنْ ذا الذي يَشفَعُ عندَهُ إِلا بإِذنه؟!} أي لا يشفع عنده أحدٌ إلا بإِذنه.

🔶 *ما وماذا*
(ما وماذا) يُستفَهمُ بهما عن غير العاقلِ من الحيوانات والنبات والجماد والأعمال، وعن حقيقةِ الشيءِ أو صفتهِ، سواءٌ أكان هذا الشيءُ عاقلاً أم غيرَ عاقلٍ، تقولُ "ما أو ماذا ركبتَ، أو اشتريتَ؟ ما أو ماذا كتبتَ؟ "، وتقول "ما الأسدُ؟ ما الإنسانُ؟ ما النَّخل؟ ما الذهبُ؟ "، تستفهمُ عن حقيقة هذه الأشياء، وتقول "زهيرٌ من فُحول شعراءِ الجاهلية"، فيقولُ قائلٌ "ما زهيرٌ! " يستعلمُ عن صفاته ومُمَيزاته.
(وقد تقع "من ذا وماذا" في تركيب يجوز أن تكونا فيها إستفهاميتين. وأن تكون "من وما" للاستفهام. و"ذا" بعدهما اسم موصول. وقد تتعين "من وما" للإستفهام؛ فتتعين "ذا" للموصولية أو الإشارة. وقد تقدم شرح ذلك في الكلام على "ذا" الموصولية في الفصل السابق) .

🌓 *(من وما) النكرتان الموصوفتان*
كما تقعُ "مَنْ وما" مَوصوليَّتينِ واستفهاميَّتين"، كما تقدَّم، تقعانِ شرطيتين، كقوله تعالى: {مَن يَعْمَلْ سواءا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] ، وقوله: {َمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} [البقرة: 272] .
وقد تقعانِ نكرتين موصوفتين. ويتعينُ ذلك، إذا وُصِلتا بمفرد، أو سبقتهما "رُبَّ الجارَّةُ"، لأنها لا تُباشرُ إلاًَّ النّكراتِ. فمن وصفهما بمفردٍ أن تقولَ "رأيتُ مَنْ مُحبًّا لك، وما سارًّا لك، أي شخصاً مُحبًّا لك، وشيئاً سارًّا لك، و"جئتُك بمنْ مُحِبٍّ لك، وبما سارٍّ لك" أي بشخصٍ مُحبٍّ لك، وشيءٍ سارٍّ لك، ومنه قولُ حَسَّان بنِ ثابت [من الكامل]
فكفَى بِنا فَضلاً على مَنْ غيرِنا ... حُبُّ النَّبيِّ مُحمَّدٍ إِيّانا
أي على قومٍ غيرِنا، وقولُ الآخر [من الطويل] لِما نافِعٍ يَسْعى اللَّبيبُ، فَلا تكُن ... لشيءٍ بعيدٍ نَفْعُهُ، الدَّهْرَ ساعيا
(ولا يجوز أن تكون "من وما" فيما تقدم موصولتين، لأن الاسم الموصول يحتاج إلى جملة توصل به، وهو هنا موصول بمفرد. فان رفعت ما بعدها على انه خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو) جاز فتكونان حينئذ إما نكرتين موصوفتين بجملة المبتدأ والخبر، وإما موصولتين، وجملة المبتدأ والخبر صلة لهما. فاذا قلت "جاءَني من محب لي، وما سار لي"، جاز أن تكونا موصوفتين بمفرد، فيكون (محب وسار) صفتين لهما، وان تكونا موصوفتين بجملة، فيكون محب وسار خبرين لمبتدأين محذوفين، وجاز أن تكونا موصولتين بجملة المبتدأ والخبر) .
ومِن سبقِ (رُبَّ) إيَّاهما قول الشاعر [من الرمل]
رُبَّ مَنْ أنضجْتُ غَيظاً قَلْبَهُ ... قَدْ تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
أي رُبَّ رجلٍ، وقولُ الآخر [من الخفيف]
رُبَّ ما تَكْرَهُ النُّفوسُ من الأَمرِ - ... - لَهُ فَرْجةٌ كَحَلِّ الْعِقالِ
أي رُبَّ شيءٍ من الأمر.
(ولا يجوز أن تكون (من وما) هنا موصولتين، لأن الاسم الموصول معرفة، و (ربَّ) لا تباشر شيئاً من المعارف. فلا تدخل إلا على النكرات) .
وإذا قلتَ "اعتصمْ بمن يَهديكَ سبيلَ الرَّشاد، وتَمسَّكْ بما تَبلُغُ به السَّداد، جاز أن تكونا موصولتين، فالجملة بعدهما صلةٌ لهما، وأن تكونا نكرتين موصوفتين، فالجملة بعدهما صِفةُ لهما.

(فان كان المراد بمن يهدي شخصاً معهوداً، وبما تبلغ أمراً معهوداً، كانتا موصولتين، وإن كان المراد شخصاً ما هادياً، وأمراً مبلغاً، كانتا نكرتين موصوفتين) .
وأما قوله تعالى "ومن الناسِ مَنْ يقول آمنَّا" فجزمَ قومٌ بأنها موصوفةٌ، وجماعةٌ بأنها موصولةٌ. والأول أقربُ. وقال الزمخشريُّ "إن قَدَّرتَ (ألْ) أي (في الناس) للعَهدِ، فموصولةٌ، أو للجنس، فموصوفةٌ".
(يريد أن المعرّف بأل العهدية تعريفه معنوي كما هو لفظي، فيناسبه أن تجعل "من" موصولية، لأن الموصول معرفٌ تعريفٌ ما تسبقه "أل" العهدية. وأما المعرفُ بأل الجنسية فتعريفه لفظي، وهو في معنى النكرة، فيناسبه أن تجعل "من" معه نكرة موصوفة) .

📘 *(متى) الاستفهامية*
متى ظرفٌ يُستفهم به عن الزَّمانين الماضي والمُستقبل، نحو "متى أتيتَ؟ ومتى تذهبُ؟ "، قال تعالى {متى نصرُ الله؟} ويكون اسمَ شرطٍ جازماً؛ كقول الشاعر
أنا ابنُ جَلا، وطَلاّعُ الثَّنايا ... متى أضعِ الْعِمامةَ تَعْرفُوني


👈 *(أين) الاستفهامية*
أين ظرفٌ يُستفهم به عن المكان الذي حلَّ فيه الشيءُ، نحو "أين أخوكَ؟ أينَ كنتَ؟ أينَ تتعلَمُ؟ ".
وإذا سبقته "مِنْ" كان سُؤالاً عن مكان بُروزِ الشيءِ، نحو "من أينَ قَدِمتَ؟! ".
وإن تَظمَّنَ معنى الشرط جزم الفعلين مُلحقاً بِـ "ما" الزائدة للتوكيد، كقوله تعالى {أينما تكونوا يُدرككُم الموتُ} ، أو مجرداً منها، نحو "أينَ تَجلسْ أَجلسْ".

🔺 *(أيان) الاستفهامية*
أيَّانَ ظرفٌ بمعنى الحين والوقت. ويقاربُ معنى "متى". ويُستفهم به عن الزَّمان المستقبل لا غيرُ، نحو "أيَّانَ تُسافرُ؟ " أي في أيّ وقت سيكونُ سفرُك؟ وأكثر ما يُستعمل في مواضع التَّفخيم أو التَّهويل، كقوله تعالى {يَسألُ أيَّانَ يومُ الدِّين؟} أي في أيّ وقتٍ سيكونُ يومُ الدين، أي يومُ الجزاءِ على الأعمال، وهو يومُ القيامة.

وقد تَتضمَّنُ "أيَّانَ" معنى الشرط فتجزم الفعلينِ، مُلحَقةً بـ (ما) الزائدة، أو مجرَّدةً عنها، نحو "أيَّانَ، أو أيَّانَ ما تَجتهدْ تَنجحْ".

🕯 *(كيف) الاستفهامية*
كيفَ اسمٌ يُستفهمُ به عن حالةِ الشيء، نحو "كيفَ أنتَ؟ "، أي على أيَّة حالةٍ أنتَ؟.
وقد تُشرَبُ معنى التَّعجُّبِ، كقوله تعالى {كيفَ تكفرون بالله!} ، أو معنى النفي والإنكار، نحو "كيف افعلُ هذا! "، أَو معنى التوبيخ، كقوله تعالى {وكيفَ تكفرون! وأنتم تُتلى عليكم آياتُ الله، وفيكم ورسولهُ} .
و (كيفَ) اسمٌ مبنيٌّ على الفتح، ومحلُّهُ من الإعراب، إما خبرٌ عما بعده، إن وقع قبل ما لا يُستغنى عنه، نحو "كيفَ أنتَ؟ وكيفَ كنتَ؟ " ومنه أن تقعَ ثاني مفعوليْ "ظَنَّ" وأخواتها، لأنه في الأصل خبرٌ، نحو "كيفَ تَظُنُّ الأمرَ؟ ". وإِما النصبُ على الحال مما بعدهُ، إن وقع قبل ما يُستغنى عنه، نحو "كيفَ جاءَ خالدٌ؟ " أي على أيّ حالٍ جاء؟ وإما النصبُ على المفعوليَّةِ المُطلقةِ، كقوله تعالى {ألم تَرَ كيفَ فعلَ ربُّكَ بأصحاب الفيل؟} ، أي أيَّ فعلٍ فعل؟
وقد تتضمَّنُ (كيفَ) معنى الشرطِ، ملحقةً بِـ (ما) الزائدة للتوكيد، نحو "كيفما تكنْ يكنْ قرينُك"، أو غيرَ مُلحَقةٍ بها، نحو "كيف تجلسْ أجلسْ". ومن النُّحاةِ من يجزمُ بها، كما رأيت (وهم الكوفيُّون) . ومنهم من يجعلُها شرطاً غيرَ جازمٍ، فالفعلان بعدها مرفوعان (وهم البصريُّون) .


📓 *(انّى) الاستفهامية*
أنّى تكونُ للإستفهام، بمعنى (كيف) ، نحو أنّى تفعلُ هذا وقد نُهيتَ عنه؟ " أي كيفَ تفعلهُ؟ وبمعنى (مِنْ أينَ) كقوله تعالى: {يامريم أنى لَكِ هذا} [آل عمران: 37] أي من أينَ لكِ هذا؟ وإذا تضمَّنتْ معنى الشرطِ جزمت الفعلين، نحو "أنّى تجلس أجلسْ" وهي ظرفٌ للمكان.

✒ *(كم) الاستفهامية*
كمْ يُستفهم بها عن عَدَدٍ يُراد تعيينُه، نحو كمْ مشروعاً خيريًّا أعنتَ؟ " أي كمْ عَدَدُ المشروعاتِ الخيرية التي أعنتها؟

🔖 *(اي) الاستفهامية*
أي يُطلبُ بها تعيينُ الشيءِ، نحو "أيُّ رجلٍ جاءَ؟ وأيَّةُ امرأة جاءت؟ "، ومنه قوله تعالى {أيُّكم زادتهُ هذهِ إِيماناً؟} .
وإذا تَضمَّنت معنى الشرط جزمت الفعلين، نحو "أيُّ رجلٍ يستقمْ ينجحْ".
وقد تكون دالّةً على معنى الكمال، وتُسمى "أيًّا الكماليّةَ". وهي إذا وقت بعد نكرةٍ كانت صفةً لها، نحو "خالدٌ رجلٌ أيُّ رجل"، أي هو كاملٌ في صفاتِ الرجالِ. وإذا وقعت بعد معرفةٍ كانت حالاً منها، نحو "مررتُ بعبدِ اللهِ أيّ رجل". ولا تُستعمل إِلا مضافةً وتُطابقُ موصوفها في التذكير والتأنيث، تشبيهاً لها بالصفات المشتقّات، ولا تطابقه في غيرهما. ويجوز تركُ المطابقة فيهما.
وقد تكونُ وُصلةً لنداءِ ما فيه (ألْ) مُلحَقةً بِـ (ها) التَّنبيهيّةِ، نحو {يا أَيُّها الناسُ} .

و (أيُّ) - في جميع أحوالها - مُعرَبةٌ بالحركات الثلاث، إلا إذا كانت موصوليةً مُضافةً ومحذوفاً صدرُ صِلتها .